مقتطفات الجمعة 112
سنة النشر : 01/05/2009
الصحيفة : الاقتصادية
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة 112 ، وأرجو أن تنال رضاكم.
برنامج مقاومة الفساد الذي أقرّه الملك عبد الله، يجب أن يكون أعلى اهتمامات الأمة على الإطلاق. أكرر: على الإطلاق! كلما قلّ الفسادُ تعاظمت ثروةُ الأمة في كل مناحيها.. كلما تعاظم الفسادُ خارت الأمة في كل مناحيها..
عصرنة الإسلام؟ ماذا يعني هذا المصطلح؟ لقد ماتت وزيرة باكستانية في شمال الباكستان المحافظ لأنها تحمل هذا الشعار الذي تقوده حكومة مشرّف. أريد أن يجيبني أحد: من له الحق في عصرنة الإسلام؟ ثم سؤال آخر هل نقدِّم الإسلامَ على العصر، وهنا يجب أن يكون المصطلح: "أسلمة العصر".. أم نقدّم العصرَ على الإسلام فيكون هنا المصطلحُ: "عصرنة الإسلام"؟ إذا كان المقصودُ هو المصطلح الأخير، فخذوها من قصيرها واجعلوا إذن العصرَ هو الدين! وكما أن لا كهنة ولا حراس لتجميد الدين، فهذا الدين متحركٌ يحرك العصور ويتحرك فيها ومعها.. إلا أن الشرَّ المحض هو أن تتخلص من قيم الإسلام بإضفاء أي مسمى إسلامي على أي شيء تريد أن تمرره، ولو كان كفرا بُواحا. قلنا دائما إن من ينادون بسلخ جلد الإسلام وإلباسه جلدا فاقعا جديدا بأي تبرير، سيصطدم مع الذائقة الإسلامية (والمتزايدة في كل العالم العربي والإسلامي) فتمهد أرضا للاحتراب. المصلحون يعتنقون المبدأ الصحيح، ثم يوجهون بإخلاصٍ وحدبٍ الرأيَ العام .. ولا يصطدمون معه، أو يصدمونه.
أوردت الأنباءُ خبرا ضج في الولايات المتحدة، وهو تحول عمدة مدينة كبرى في جورجيا إلى الإسلام. والعمدة اسمه حكيم منصور (بعد أن اسلم) ونسأل الله له الحكمة والنصر. ولا بد أن تعرف أن جورجيا هي من الولايات الجنوبية التي يسميها الثيولوجيون بالحزام الإنجيلي، بحكم أنها أكثر مناطق الولايات تدينا. ولكن لا شيء يصد الأنوار لصائد الأنوار كما في "أعمدة الحكم"، فقد كان العمدة الأمريكي في السنغال (وليس حتى في بلد عربي أو بلد بأغلبية إسلامية) حين سمع القرآن ووقع ـ كما قال ـ في قلبه. أما متى أخذه قراره النهائي والأكيد كي يكون مسلما فهو يجيب: "بعد أن قارنتُ القرآن مع الإنجيل". ماذا نفعل يا أمريكا؟ الرجل هو الذي أراد أسلمة العصر، لا عصرنة الإسلام!
أوردت وسائل الإعلام خبر زيارة سليم الحص، رئيس الحكومة اللبناني الأسبق، للملكة. واللبنانيون يأتون دائما بكل فرقهم وافتراقاتهم للمملكة طلبا للعون، بينما تحشر دولٌ نفسها داخل لبنان لكسر أي عون بين اللبنانيين. ويبدو أن الحص وكثيراً من الزعماء اللبنانيين يعتقدون أن الحل في السعودية، بعد أن تنفجر المشكلة في لبنان.. إلا أن الردَّ السعودي كان واضحاً في الرغبة في أن يكون عربيا. هل السعودية غير قادرة على جمع فرقاء لبنان على طاولة واحدة تحت ضيافتها؟! تستطيع، وفعلت بالطائف. ولكن الرسالة أعمق: "يا عرب طهروا أياديكم من دم لبنان، وتعالوا معا.. نوقف النزيف!".
حسنا يعمل آل العبيكان الكرام في دعوة بعض الكتاب والمفكرين دعوة غير رسمية، وأهمية هذه الدعوة ليست شأنا احتفاليا فقط ولكن رغبة الأسرة الكبيرة في دعم التيار الفكري والعقلي في البلاد، ووضع الأمثولة بأن الجميع بمختلف فئاتهم إنما يؤيدون المعاني والمناشط الفضلى التي فيها تقدم ومصالح الأمة، وأن رجالَ الأعمال والأسر التجارية ليست كما قد سعى البعض على تصويرها بالمادية والمصلحية والانعزالية بل تثبت أسرٌ ورجالُ أعمال – وهم في ازدياد – فخرهم وحبهم للمجالات الإنسانية العامة بأنواعها.. وشيء آخر مهم: لا يمكن أن ينجح أي مشروع فكري أو اجتماعي بلا دعم اعتناقي وتلقائي من الأسر التجارية ورجال الأعمال. نعم رجال الأعمال يفكرون.. والمفكرون يعملون!
في لمسة وفاء مؤثرة تم تكريم الراحل فقيدنا عبد الله بن خالد الدبل بين شوطي المباراة التي أقيمت بين الاتفاق وفريق القادسية الكويتي ليتوج الاتفاق بطلا لدورة الأندية الخليجية. ولا شك أن الجمهور الغفير، وكل من شاهد المباراة شعر بروح الدبل حاضرة.. لأنه بجسده وروحه كان سيكون من أشد الفرحين بفوز فريقه الاتفاق، ونصر للكرة السعودية التي طالما حملها في قلبه وعلى أكتافه. ويثبت الاتفاق أنه دُرّة الفرق السعودية.. لا, ليس تحيزا ولا عاطفة (ومن المتابعين مني يمكنهم إثبات عدم تحيزي) ولكن بأسباب مثبتةٍ وبتاريخ مسجل، وهذا ما سيُبحث بمقال يخصص عن النادي - الدرة الاتفاق.. غدا.
نقلت الأنباءُ توصل أربعين عالما إيرانيا إلى علاج قد يشفي نهائيا من مرض الإيدز. وتقول تجاربُهم وبحوثـُهم التي استمرت ست سنوات إن العقارَ نجح تماما مع المصابين بأعراض المرض المبكرة، وتحسنت نوعيا حالة بعض الذين عاث بهم المرض طويلا. ويقولون إنه سينزل الأسواق قريبا بعد الإجراءات المتبعة. وكما ترى فإن الإيرانيين صادتهم حمى غريبة أخيرا، وهي حمى البحث العلمي. نرجو ألا تبادر "وكالة منع انتشار الأدوية الخاصة بالإيدز العالمية" بإرسال مفتشين لإيقاف امتلاك إيران لقنبلة أخرى: علاج الإيدز!
برأيي أن المتاجرة في الشهادات العلمية، والطبية خصوصا، هي أشد انحطاطا من العُهر ذاته، لسعة دائرة أخطاره الحيوية على البشر. بدَرَ إلى ذهني ذاك لما قرأت عن شاب نصاب محلي حمل لمدة طويلة شهادات طبية مزيفة ومارس المهنة في مستشفيات كبرى في البلاد أورد أسماءها الخبر الذي كـُتب عنه، بل أخذ الرخصة وفتح عيادة خاصة له بمدينة جدة. أما المفارقة والكوميديا السوداء فهي حين شارك المدّعي في برنامج في إحدى القنوات الفضائية وأورد بحماسةٍ هذه العبارة: "إن هناك أطباء غير جديرين بعملهم، ولا أعرفُ كيف حصلوا على تلك الشهادات التي يحملونها!".. عجبي! وفي أمثالنا: "شين وقوي عين!".
مع السلامة..