مقتطفات الجمعة 110

سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
أهلاً بكم في مقتطفات الجمعة 110 ، راجياً أن تنال رضاكم.
 
السيدة ريما الشامخ لم نكن نعلم حجم ملئها للشاشة في واحد من أنجح البرامج الحوارية الهادفة في العالم العربي، أقولها وكلي ثقة لا تتزعزع، إلا لما بحثنا عنها ولم نجدها. أو أننا لم نقدر هذا الحجم لأننا اعتدنا أن نراها في برنامجها بالساعة والدقيقة، وكأن هذا الحضور من بداهة الأيام. ريما الشامخ سجلت فتحا في البرامج الحوارية ليس فقط في بداياتها الجسورة، بل لأنها طبقت المعادلة الصعبة - التي بصراحة مطلقة - لم أرَ محاورا واحدا من برامج الحوار فاز في تطبيقها. إلا هي، إلا ريما. كانت ريما دائما جريئة وصريحة ومباشرة ولكن بأدبٍ جم، وحضورٍ صارم، وتأدبٍ رصينٍ ومتوثبٍ في آن، مع ضيوفها. فبينما يعتمد "الحواريون" الآخرون على جندلة الضيف ورفعه والحط به على الحلبة، تكون ريما الشامخ في تكتيك متقن تحترم الضيف وتتأدب معه، بينما تكون حادة الأطراف في الموضوع الذي جاء المحاور ليمثله.. فلا المحاور يطيش، ولا الموضوع يتوه. ولما كنتُ –رغم قلة شأني - لا أقبل الحضور في البرامج الحوارية، كانت من أجمل تجاربي المشاركة مع السيدة ريما الشامخ في إحدى طلاتها. ريما الشامخ حتى المرض عرف من أين يزورها، وكأنه يقدر أهم صفاتها: الدماغ. يا ريما: لم تعد البرامج كما كانت، ولا الوجوه، ولا الحضور.. مكانـُك فارغ ولابد بمشيئة المولى ستعودين وتنيرين كما أنرتِ من قبل. وقبل ذلك ستعودين لزوجك، لابنك وابنتك، اللذين هم نبض قلبك. طهورٌ يا ريما!
 
يعلمنا المرضُ انتفاءنا القصي في هذا العالم، وصغر شأننا، ورهافة كل وجودنا، لنترحل في طرق مضيئة نتحرى الإيمان ومخافة الله في أقصاهما. فالمرض، لذا، يصفي نفوسَنا من عنفوان التمرد، وفجاجة المكابرة.. ويأخذ أيادينا إلى فسوحات الأنوار السماوية.. حيث الرحمة، والقدرة، والعفو.. وكل شيء!
 
ومرة الأخرى تمد لنا القوائمُ ألسنتها. ما بال هذه القوائم تحب أن تخرجنا من حدودها، أو تضعنا في أطراف الحدود مع منفيي الأرض؟ الآن قائمة الإبداع نظهر منها بخفي حنين.. لا، ولا حتى بخفيه!. طبعا، ومن بداهة الأمور، أن كل واضعي القوائم في العالم ضدنا. يغارون من جامعاتنا وأبحاثها المتقدمة، ويغارون من إبداعاتنا ويغارون من عبقريتنا في خلق بيئة الأعمال والاستثمار المبدع.. ولكن ما علينا؟ ما الذي يهمنا؟.. بدل القائمة مليون قائمة. سنخرج غدا قوائم نحتل بها الصدارة، ألم تظهر قائمة أننا الأحسن في استقطاب الاستثمار، وبيئة الأعمال وأكدت تلك القائمة الوزارة المعنية؟ أنا أطالب بإخراج الإمارات من مجلس التعاون، فكيف ترضى أن تحتل مركزا متصدرا في القائمة ونحن لسنا فيها؟.. يا عيب الشوم يا إخواننا في الإمارات، ألم يكن حريّاً بكم أن ترفضوا قائمة لسنا فيها بجواركم، أين حق الجيرة؟ أين حق الأخوة؟.. والكويت أيضا؟ أفا! من هذه الموقع البسيط أقول لكم واثقا إن في أمتنا مناجم من التفوق والإبداع.. ولكن الحراس الذين على بواباتها يقفون ضد أن يخرج هذا التفوق، ثم يا ويل من يقول غير ذلك. وليتهم يقولون للعالم، ولكنهم فقط يقولون لنا فقط، ويا ويلنا إن لم نصدق. لذا فإن النفاق والزهو أيضا هما من الإبداع، أليس كذلك؟ أعطوا لمن يتوعدونا القائمة كي يشطبوا الدولة رقم واحد، ويضعوا.. اسمنا!
 
ويتساءل الأستاذ زهير آل طه في مقالة له في الملحق الاقتصادي لجريدة "اليوم" عدد الأربعاء السابع من الجاري عن خروج المملكة من قائمة الإبداع العالمي للأفكار التطويرية في قطاع الأعمال، فيقول: "فعلى من العتب؟ هل العتب على الإبداع و نقاط التصنيف التي لا تلائمنا وكأننا نعيش في كوكب آخر غير الأرض؟ أم علينا وعلى تصرفاتنا أحيانا ونداريها باتهام الآخرين النيل منا، متناسين الإهمال وانتشار المحسوبيات حتى في مراكز الإبداع..". صحيح يا أستاذ زهير نحن لا نعيش في كوكب آخر، ولكن من سيرجمون هذه القوائم بالحجر هم الذين يعيشون على كوكب من صنعهم.. ويريدوننا أن نعيش فيه!
 
ويكتب عبده خال في "عكاظ" في الرابع من الجاري مقالة بعنوان: "الخسيس". والموضوع على أهميته لا تدري مدى ظلمه أو عدله، تنبّه له الأستاذ عبده خال فهو يعبر عن شعوره حول الكفيل الذي يكفل من يقترض مبلغا أو يشتري بضاعة بالأقساط، فيقول: ".. أقسم بالله أني أصاب بالحسرة على كل مواطن يُقاد إلى السجن بسبب شهامته أو نخوته أو حيائه، فلماذا نقتل الخير في نفوس الناس؟! ومن خلال الوقائع الكثيرة يبدو ألا جهود كافية لإحضار المستدين، فيما نشهده يومياً من وقوع أصحاب النفوس الخيّرة في حبائل الكفالة، مما يشجع الانتهازيين وعديمي الوفاء على الاقتراض من كل جهة وبمبالغ ضخمة، فالطريق لمثل ذلك الخسيس معروفة الملامح، فقط عليه أن يُورط أحد أصدقائه بكفالته ومن ثم يتهرب من السداد ليتم القبض على صاحب النفس الخيّرة ويُودع السجن أو يسدد عنه.لذلك أقول: لا تقتلوا الخير في نفوس الناس. فكما استطعتم إحضار الكفيل تستطيعون إحضار ذلك الخسيس." أستاذ عبده: تكفى، تكفلني؟!
 
أما إمامنا الشافعي فيقول: صبرا جميلا ما أقرب الفـَرَجا من راقبَ اللهَ في الأمورِ نجا
 
.. مع السلامة!