مقتطفات الجمعة 108

سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
أهلاً بكم في مقتطفات الجمعة 108 ، راجياً أن تحوز رضاكم.
 
ستعقد الأسبوع القادم القمة العربية في الرياض. فرح أصدقاؤنا أم انزعج كارهونا، فالملك عبد الله يشكل القيادة العربية ذات الثقل المعنوي الكبير. ومن واقع ريادة العاهل السعودي يجب أن نتأكد أن هذه القمة ستخلو من مسرحيات الخلافات التي مجـّها الرأيُ العام، وأن توضع حلولٌ حاسمة على الطاولة. لو وضعت الحلولُ باتفاقٍ عربي، فالملك عبد الله بثقله العالمي مع صناع القرار العربي قادرون على تناول مسائل الأطراف العالمية الكبرى.
 
"إنما التجارةُ الأخلاق، ما بقيت أمينة آمنة". هذه العبارة العميقة المؤدَّى، ظهرت في مقال الأستاذ وهيب بن سعيد بن زقر، بعنوان: "الخبال ما يبات خلاوي". ومقال الأستاذ ابن زقر طويل كعادته كل أسبوع، ولكنه زاخرٌ بالأفكار والآراءِ بخبرةٍ عميقةٍ تتزاحم في مقالاته رغم طولها. ونقدر له تسخير هذه الثقافة والخبرة والحرص لتكون بتناول الجميع رغم حجم انشغالاته. وهو يؤكد بمقالته تلك انحسار قطاع التجارة الذي كما عبر "انسخط" أمام عامليـْن مؤثـرَيـْن: انتشار أسواق التجزئة الكبرى والتي تدفع الأسعارَ ارتفاعا بفعل ضخامة تشغيلها والهدف الربحي الأكيد، وعامل انتشار الوجاهة الشرائية لدى المستهلكين، فالناس يتبضعون في الأسواق الكبرى التي تـُنزِفُ جيوبهم من المال بالإضافة السعرية، وبالآلية الاقتصادية المعروفة بأن العرض يخلق الطلب. أظن أن روحَ المقال في أن تجارة الجملة التقليدية، التي تنقرض أمام الزواحف التسوقية الماردة، تحمل صفة الشخصانية بالتعامل، وعندما تسود المعرفة والتعامل الشخصي تكون باعثا لاستلهام حسن التعامل تجاريا وأخلاقيا بين التاجر وزبائنه مع ما توفره هذه التجارة من عناصر تحقق التوفير على الزبون. ودعوته إذن تجارية، عملية، أخلاقية، نفسية.. وروحية! يبقى أن تـُنـْظـَر هذه الأفكار في دوائر الفكر والتشريع الاقتصاديـَيـْن.. قبل أن تكون مثل هذه المقالات مجرد نعيٍ لماضٍ جميل!
 
ويكتب الأستاذ "محمد البكر" المسؤولُ عن ملحق الميدان الرياضي في جريدة "اليوم"، رداً هائلا ًعلى إدارة الطرق في المنطقة الشرقية، والردّ جاء رداً على خطاب من الإدارة ينتقد فيها اعتراض البكر في مقال سابق على حالة الطرق بمدن الشرقية وخطوطها الخارجية. وهنا أود الاستدراك في أمر مهم، وهو هذا الميلُ للتخوين بوطنية أي إنسان يحاول أن يرفع نقدا على أداء إدارةٍ حكومية، وكأنهم وحدهم ملكوا صكوك أمانة المواطنة، فقد ذكر البكرُ أن خطاب إدارة الطرق اتهمه بضعف مواطنته. على أني أقف كثيرا عند جملة ذكرها في ردّه، وهي بالفعل تزلزل القلوب وتذكي تفكير العقول، حين كتب: "يؤلمني جداً أن يكون المسؤول مقتنعاً بطرق المنطقة وبجودتها وجمالها.. لأنه مادام مقتنعاً فلا يعني ذلك إلا أنه ليس لديه أفضل مما أعطى ولن يكون الحال أفضل مما هو عليه الآن وبالعامية علينا جميعاً أن نغسل أيدينا بالماء والصابون وألا نتوقع أي جديد في طرقنا ومشاريع صيانتها غير ما نراه..". وأقول: انتبهوا مرة أخرى: إن كان الحاصلُ هو السقفُ الأخير للأداء.. فما أمامنا سوى أن ننعى برامج التطوير!
 
الله يسامح أخانا البكر، فقد تضافرت معه جريدة "اليوم" بعددها أمس الخميس، لتعلن بالصفحة الأولى عن سد النفق المهم الذي ينزل من طريق الخبر لبداية الدمام، فسبب ازدحاما لساعات، والنفق ما زال طازجا جديداً (!!)، وفي الصفحة المقابلة تعلن عن غرق حي العدامة المهم بالدمام بمياهٍ طافحةٍ أربكت الناس.. وبما أن البكر ابن الجريدة، فإن عليهما الذهاب معاً لإجراء فحص مهم يحدد مدى درجة مواطنتهما!
 
أوه! كيف نسيت إكمال المقتطف السابق ببراءة البلدية من المشكلتين العويصتين؟ ففي كلا الخبرين بالجريدة ردت البلدية بأن مشكلة النفق هي بسبب المقاول.. أما سبب طفح المياه فهو .. من يا ترى هذه المرة؟.. صح! المقاول!
 
في البحرين الآن حرب مشتعلة بين الصحافة ومجلس النواب البحريني وبالذات الكتل النيابية صاحبة الصبغة الدينية. فالبحرين تزهو حاليا ببرنامج تهندسه وزارة الإعلام ، ويشرف عليه وكيل وزارة بالنيابة الشيخة مي آل خليفة. ومصدر شرارة الحرب هو عرضُ مشهدٍ غنائي بعنوان قيس وليلى لمرسيل خليفة المؤدي اللبناني، من كلمات الشاعر البحريني قاسم حداد، ظهرت بها رقصات اتفق الكثيرون أنها مشاهد تعدت حدود الأدب واللياقة والأخلاق.. فالصحافة أعلنت حملة شعواء ضد التصدي للحريات الفكرية باسم الدين، أو كما سماهم مرسيل خليفة وقاسم حداد بمقال مشترك بحرّاس الدين، وأن ما قاما به هو ارتقاء بالفكر لا يمس الدين. برأيي أن مهرجان ربيع الثقافة ريادة فكرية وإعلامية ودعائية للبحرين خصوصا ضد ما يسمى بالسياحة الرخيصة، وهذا فتح فكري ومعنوي للبحرين، ولكن إن كان صدقاً ما قيل عن غنائية قيس وليلى ومشاهدها الفاضحة، فهذا لا يعدو عن كونه من صفات السياحة التي تود البحرين بكامل أهلها الابتعاد عن وصمتها! المهم ألا تقضي نقطة سوداء على كامل القماش الأبيض.
 
هاليبيرتون شركة المقاولات الأمريكية المتخصصة بأعمال هندسة النفط وبعض أعمال البنتاجون الأمريكي (السرية والمعلنة) اختارت دبي مقرا لإقامتها.. وهاليبيرتون شركة ثقيلة الظل في أمريكا، ويُحَمـَّل ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي بأنه وراء نفوذها وتفشي أعمالها في مناقصات الحكومة الكبرى. المهم قبل أن أبارك لدبي، أود من قلبي ألا يحدث لهم ما يسيء من جراء استضافة هذه الشركة.. ولكن لا سمح الله إن حصل شيء من وجود شركة المقاولات تلك، فأرجو أن تستفيد دبي من خبرتنا في أن: المقاول هو المسؤول!
 
مفارقة الجمعة: وفي مجلة "التايم" عدد 26 آذار (مارس)، باب اسمه "أرقام"، ذُكر فيه أن الهند بها أكبر عدد من بليونيرات كل القارة الآسيوية مزيحة اليابان عن الريادة. وذكرت أن 80 في المائة من سكان الهند يعيشون على أقل من دولارين يوميا ليكون لها بلا منافس المركز الأول في عدد الفقراء في العالم!
 
مع السلامة..