مقتطفات الجمعة 106

سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة 106 . أرجو أن تحوز رضاكم.
 
هل هناك مؤشرات على أن المنطقة قابلة للانفجار بإشعاع قد يصيب كل دول الشرق الأوسط؟ الإجابة صعبة خصوصا أنها تتعلق بالمستقبل وبغموض ومكر السياسة الدولية. والمؤشرات أقرؤها من مسألة إطلاق سراح الجنود (والمجندة) البريطانيين. كانت استجابة بريطانيا سريعة لضغط "نجاد" الزعيم الإيراني الذي سلط كل كشافات الضوء إليه في مسرح السياسة العالمية طيلة الأسبوعين الماضيين، ولعب اللعبة التي عادة تقع تحت اختصاص السياسة البريطانية: التخطيط والمكر. قد يكون البريطانيون مخروا بقواربهم المياه الإيرانية، وقد لا يكون. ولكن أمام العالم الآن اعترفت بريطانيا بأنها قامت بالاختراق، ليس بالاعتراف الصريح، ولكن بالاعتذار المهين.. وهذا أقوى. الغربيون لهم حس فائق تجاه مواطنيهم، وهذا ما لعب عليه "نجاد" مع وجود ذريعةٍ بيده، لذا بدا الزعماء الغربيون الكبار كالمهرجين وهم يشجبون، خصوصا بعد الاعتذار. إن المؤشر يقول لي إن الغربيين لن يفكروا بهجوم كبير، أو بتوسيع العمليات إلى ميادين أخرى.. لأن النارَ صارت تحرقهم، الجميع يعرف ذلك وأثبتها "نجاد". لن تكون هناك محرقة من الغرب، حسب الدراسات والتوقعات المنطقية التي يحسبها العقلُ السياسي الغربي. الخوف يأتي من الحرائق الصغيرة التي يلهبها محبو الحرائق من سياسيي المنطقة!
 
ويكتب الأستاذ "فهد الحوشاني" مقالا في جريدة "الجزيرة" في الرابع من الجاري بعنوان: "أطفال المتلازمة داروين يحتاجون إلى مزيد من الرعاية". وأنا كقارئ من القراء تهزني إنسانية الكاتب العميقة والمرهفة الشعور بقضايا الأضعف، والأقل صوتا، والأكثر معاناة. وهو يطالب بدور أكثر لرعاية الأطفال الذين يعانون المرض. ولقد زرتُ مراكزَ في الكويت وفي مصر وتونس، وفي بلدان متقدمة، ووجدت أن هذه الفئة هي من أكثر الحالات التي تستجيب "عقليا" للعلاج، كما أن التناذر البدني الذي يصيبهم يقرؤه الأطباء كالكتاب لأن تطوراته مسجلة ومعروفة.. وأتوقع أن الأستاذ الحوشاني وقع على حالاتٍ بنفسه، واستدعاه ذلك لكتابة المقال المهم.. ومقال كهذا أطمئن أنه سيكون من أولى مطالعات مسؤولي الصحة.. ونرجو أن يفوق مجرد المطالعة!
 
هل العلاج حق لا يمارى للمواطن؟ هذا ما نص عليه النظام الأساسي في الحكم، كما ورد في مقال الأستاذ عابد خزندار بعنوان "العلاج المجاني لكل موطن" بالرياض ليوم الأربعاء الفائت. وهنا لا يكون لهذا الحق من نقاش في الأصل قانونا، اجتمع الحق مع سند القانون. والنقاش دائما عن نوعية العلاج المقدم للمواطن، حتى لا يكون مضطرا لصرف المال الكثير في المستشفيات الخاصة. نعلم أن هذه معادلة مستحيلة إشاعة العلاج لكل مواطن في بلد يتزايد سكانه بمعدل كبير صعب ومن الممكن تفهم التكلفة وراءه، ولكن هذا لن يكون عذرا ألا تكون المرافق الصحية الحالية بخدماتها وأدويتها على أكمل وجه ممكن. وسمعت وكيل وزارة الصحة يقول إنه "يحلم" بأن يرى اليوم الذي تقدم به فاتورة عن كل مريض، ليس لأخذ المال ولكن لمعرفة التكلفة. طبعا استغربت أن معرفة تكلفة المريض محاسبيا ما زالت في دائرة الحلم، ولكن السؤال هل يجوز أن نقدم العلاج المجاني المكفول بالنظام الأول للدولة للمريض ثم نعلمه كم كلف علاجه؟ السؤال هنا أخلاقي قبل كل شيء ولا يسعني الإجابة بالموافقة من عدمها.. ولكنه سؤالٌ أثاره اثنان مهمان: وكيل الوزارة، وكاتبٌ كبير.
 
كتاب الجمعة: "Are men necessary?- هل الرجال ضروريون؟" عنوان كتاب للكاتبة الأمريكية المعروفة الحائزة جائزة "بوليتزر" مارين داود، على عمودها في جريدة "النيويورك تايمز". واخترتُ الكتاب، ليس لمقروئيته، فهو مليء بالسخف المعهود لما تتناول امرأة ناجحة ومرتبكة العلاقة مع الرجال، موضوع المقارنة بين الجنسين. لا أخفي عليكم أن الكتاب فيه كميات من الإثارة، ومن الفكاهة، وجرعات من الأدب المكشوف، وهو يلقى شعبية كبيرة الآن واحتفاليات في أكثر من مكان بالعالم، ولكنه يؤكد أن المساواة بين الرجل والمرأة هي واحدة من أكبر الأساطير في العالم الحديث. فكل الكتاب يشكو من ضعف المرأة وتجبر الرجل، ومحاباة المجتمع للرجل في الإعلام (صناعتها) بينما يثبت صناعُ الإعلام في أمريكا ( كما أجمع نقاد الكتاب) على تحيزهم السافر للمرأة والأدلة ساطعة. الدعوة للمساواة لم تنجح ولم يعترفوا حتى الآن بأن الفرق من حتميات طبيعة تكوين كل جنس.. والآن يطالبن بشطب الرجال من الأرض. لا تعليق!
 
"أنقذوا هذا الأديب" مقال إنساني كتبه شيخُ أدباء المنطقة الشرقية السيد عبد الله أحمد شباط في جريدة "اليوم" عدد أمس، يرفع فيه للملك عبد الله رجاءه " أن ينتشل هذا الأديب المبدع- ويقصد القاص الكبير جار الله الحميد رفع الله عنه وشفاه - من بؤرة المرض. وهذا رائع. الأجمل: أنه في الصفحة نفسها بجوار مقال السيد شباط خبرٌ يصرح به الأستاذ جبير المليحان بصفته رئيسا لشبكة القصة العربية عن توجيه الملك عبد الله بعلاج الأديب جار الله الحميد. مقطع من عذوبة محبي الإنسانية!
 
ومن عجائب الخلق أن حجم أنثى سمكة الملاك Angelfish، ستة أضعاف حجم الذكر. والعجب أن الذكر "يرسو" فوق رأس الأنثى ثم يبقى كذلك طيلة حياته.. حرفيا: يذوبان في بعضهما حتى يبقيان واحدا! يثبت الذكور مهما صغر حجمهم أنهم.. ضروريون!
 
مع السلامة..