مقتطفات الجمعة 102

سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة 102 ، أرجو أن تنال رضاكم.
 
مرض تصلب الشرايين التاجية Coronary Arteries من القاتلين الرئيسيين في بلادنا، وفي أكثر بلدان العالم، ونحتاج إلى توعية كبرى ضد هذا المرض، خصوصا أن الوقاية منه سهلة، بينما تكاليف علاجه عالية، وتكلف وزارة الصحة فاتورة باهظة. والحملة لا بد أن تكون متكررة، ولمدة أطول كلما كان ذلك في الإمكان، وقد يفكر المعنيون بتوعية المجتمع صحيا في أن يخصصوا عاما توعويا عن مرض انسداد وتصلب الشريان التاجي. وقد وصلتني دراسة وقائية وتثقيفية عن هذا المرض في بريدي أعدها الدكتور محمد راشد، من عيادة شركة كيميا في الجبيل، ونشكر للدكتور جهده التطوعي وحرصه الشخصي على نشر الدراسة الواضحة والمصورة وبلغة يفهمها عامة الناس. والدكتور محمد يحذرنا بأننا لا نملك فقط إلا وريدين تاجيين هما المسؤولان عن ضخ الدماء في القلب كي يعمل، إن انسداد قناتيهما الإروائية لأي سبب كفيل بخنق عضلة القلب حتى تموت. ويعطينا الدكتور النابه عناوين رئيسية لمقاومة المرض، مثل أن نتعرف على تاريخنا الوارثي في الاستعداد للإصابة بالمرض، وأن نتناول غذاء صحيا خاليا من الدهون المشبعة، والمهدرجة، وزيادة تناول الدهون المفيدة مثل زيت الزيتون، كما ينصحنا بحصر الكوليسترول في مستوياته الطبيعية، وتقليل تناول اللحوم التي ينشأ عن هضمها مادة "الهوموسيدتين"، الضارة بالقلب، والإكثار من تناول مصادر الفيتامين ب6 و12، وحمض الفوليك يوميا. ويحضنا على ممارسة الرياضة بانتظام، والسيطرة على السكر، وضغط الدم العالي، وضبط حالات الغضب والقلق. وإن كنت مدخنا.. توقف حالا!
 
وفي "الرياض" عدد الأربعاء الثالث من أيار (مايو) الجاري كتبت الدكتورة "حنان حسن عطا الله"، مقالا نبيل العاطفة عن والدتها - يرحمها الله ويسكنها أعالي فراديسه - بعنوان:"رحمك الله يا أمي". وتذكرنا مقالة الدكتورة المتدفقة الشعور بأم كل واحدٍ منا، أقرأ كل سطر وكل كلمة وأقول هذي أمي، هذا طبع أمي، هذي طريقة أمي، وكل من سيقرأ المقال سيتجلى وجه أمه بين الكلمات وسينير محياها بين السطور.. لم تكن الدكتورة ترثي أمها، بل كانت تناجيها وتنقل لها انطباعات ابنة فخورة بأم عظيمة، وكيف تدرجت حياتها تحت هديها، وكيف تخطت الصعاب لأن والدتها لا تقف أمامها الصعاب بل تذللها وتمحوها من أجل ابنتها. لم تكن الدكتورة حنان وهي تناجي أمها وتودعها جسداً الوداع الأخير، إلا لكي تؤكد لنا عظم دور الأم عند كل منا، وأن هذا الدور وإن غابت الأم عن حياتنا، إلا أن عبق تربيتها، وروائح حدبها، ورنين كلماتها تبقى معنا يحمينا ويعلمنا، وتغدق حنانها علينا حتى يبقينا متعلقين بآمالنا وأهدافنا وشجاعتنا في هذا العالم الصاخب.. وفي مقطع المقال الأخير تقول الدكتورة حنان:" تذكرتك يا أمي وأنت تلك الأم العظيمة، تذكرت رائحة طعامك، تذكرت دقة نظامك، ونظافتك، وحفظك للمواعيد. تذكرتك يا ست الحبايب كنسيم يحمل في طياته الحب والعطف والعطاء وعرفت بعد موتك أنني لا أزال صغيرة في حاجتي لك وعرفت كم أخذتني مشاغل الحياة بعيداً عنك، أدركت أن هناك لحظات في حياتنا تذهب بدون عودة ولا يبقى منها سوى الذكرى". اللهم ارحم الأم العظيمة، واجعلها في انتظار من تحب على بوابة الفردوس.
 
ويبدو أن مصطفى أتاتورك يغلي غضبا في قبره، فتركيا اليوم لم تصل إلى الحلم العلماني الذي أراده لها أبو الترك، فبعد سنوات من تطبيق جاف وقاس للعلمانية الغربية يعود التيار الديني قويا يضرب الحلم العلماني من أساسه. والغريب أن أتاتورك طبق ناحية من الحضارة الغربية، و" نسي" مثل أي دكتاتور أن يطبق النظرية الديمقراطية، وما زالت هذه الروح موجودة، الروح المضادة للديمقراطية في قبول تعدد الآراء والسلوك. فها هو عبد الله غول يترشح للرئاسة التركية، وهنا لا بأس، ولكن "أم المصائب" عند مقدسي العلمانية التركية زوجته التي تصر على ارتداء الحجاب الإسلامي، ونشأت أزمة سياسية والبعض سماها دستورية، أن يفوز السيد غول ثم تصير السيدة الأولى لتركيا – ضد مشيئة الأب المؤسس- محجبة. وكأن لا مشاكل في تركيا إلا أن تتمشى امرأة في القصر الرئاسي وعليها الحجاب الإسلامي، بينما في بريطانيا أم العلمانية والديمقراطية والمسيحية الدين، تفوز بنت نكرة بنغالية لأن مدرستها منعتها من الحجاب أما من دافع عنها أمام المحاكم، فهي زوجة رئيس الوزراء البريطاني نفسه! لا أدري كيف ستنتهي الأزمة الدستورية السياسية في تركيا الآن ضد خطر السيدة المحجبة، ولكن الذي أنا أكيد منه - مهما حدث - أنها لن تتخلى عن حجابها. لماذا أقول ذلك؟ حين تتبع حياة هذه السيدة التي هي في بداية الأربعينيات، ستجد أنها نشأت في أسرة تربي أولادها على تعاليم وإرشادات الإسلام، وأن حجابها لم يسقط منها منذ كانت في بيت أهلها إلى أن انتقلت لبيت زوجها وهي مراهقة في الخامسة عشرة من عمرها.. ثم لأن اسمها لها نصيب كبير منه. زوجة السيد غول اسمها: "خير النساء!".
 
وفي جريدة "التايم" اللندنية عدد الأربعاء الثالث من أيار (مايو) الجاري كشف عن دواء جديد يحمي النساء من مرض يصيب الملايين منهن كل عام وهو القابلية السريعة لتكسر عظام الحوض، والأدوية التي تصرف حاليا لا تنفع كثيرا في الحماية ولا العلاج من المرض. والدواء الجديد لا يستلزم مدة العلاج به إلا ربع ساعة. وهو دواء على شكل محلول، يحمي عظام المرأة، ويمنعها من الترقق مستقبلا، من غير اللجوء لاستخدام الحبوب بانتظام. والدواء الجديد اسمه أكتالاس Zoledronic acid أكد بعد التجارب على أعداد من النساء أنه يخفض الإصابة من المرض بنسبة 75 في المائة تقريبا في فقرات العمود الفقري، وهي نسبة مدهشة حقا، و41 في المائة من الكسور، وكسور المفاصل إلى 25 في المائة.. وهي مناسبة لأن أؤكد على ما جاء بالمقتطف الأول على الحرص التوعوي عن جميع الأمراض.
 
ومن نجيب لأمه، وكل أم: "أنت كل الصفاءِ، طـُهـْرٌ بلا ندوب، أنت لما يشرقُ الخير وتفوحُ الطيوب". ‏