مقتطفات الجمعة 101
سنة النشر : 01/05/2009
الصحيفة : الاقتصادية
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة 101 أرجو أن تنال رضاكم.
فقد الوطن الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز بعد رحلة حياة حافلة بالمهام، وأدار مناطق صعبة نجح في محاولة إنمائها وتطويرها، وفاجأه المرضُ، وهكذا يموت المنجزون كالمحاربين وسط المعمعة. ثم كان أنْ حزنَ الوطنُ مرة أخرى على رجل ملأ تاريخ البلاد من عدة حقول وأكثر من اهتمام، في الأعمال، وفي الوظائف الرسمية، وفي الشعر العاطفي الكلاسيكي الحلو التقاطيع، وفي الرياضة التي كانت بها إنجازاته ملء عين تاريخنا الرياضي.. مات الأمير عبد الله الفيصل، الرجلُ الذي عاش حافلا في أكثر من إهاب شخص واحد. يرحمهما الله.
ويكتب السيدُ يوسف الكويليت كلمة جريدة "الرياض"، في الأمس العاشر من أيار (مايو) بعنوان:"رجلٌ يقود أكبر إعمار في تاريخنا"، ومن يعني السيد الكويليت غير عاهل البلاد الملك عبد الله، الذي لم يهدأ، ولم يوقفه خطبٌ مهما كان جلـَلاً ، من مواصلة العمل والعمل من أجل شعبه وأمته، وكأنه يلاحق الزمان كي يرى الإنجاز وراء الإنجاز للارتقاء بالأمة.. وأن يراها ويلمسها حقيقة ومادة واستنفاعا. وهو ذهب إلى الجوف (لا أدري لماذا لا أحب كلمة زيارة، لأن الزيارة يقوم بها الغريب أو الضيف وليس صاحب المحل، وأحب أن أستخدم أحد الفعلين: يذهبُ، أو، يتفقدُ) بعد أن كان في عرعر، وهو يسير ومن ورائه يتناثر بذارُ المشاريع، وكل قلب في الوطن يدعو أن يرى البذرُ أشجاراً تلمعُ تحت وهج الشمس على أغصانِها الثمارُ. السيد الكويليت عرف أن يختار الصفة َ العنوان. ولن يعوزه الإثبات.
جاءت زوجتي يوم الأربعاء ورمت (الاقتصادية) أمامي، على صفحة محدد بها مقالة الأستاذ عبد الله العلمي، المعنونة "اليتامى في عيون رزان"، وقالت: "تكتب عن الكُتـّاب، وتغفل عن مقالٍ مثل هذا، لا، والرجل صديقك". سبقتني زوجتي، فقد كنت قد همتُ إعجابا بالمقال، فوق أن السيد العلمي من الأصدقاء الذين أتطلع إليهم بنظرة إعجاب خاصة كرجل عمل تطوعي إنساني، وبسمة لا تغيب، وحرارة تهذيب يذيب القطب (وهذا ليس اتهاما بتأثيره بالمناخ الأرضي) . كان المقالُ استثنائياً بالاستشهاد بكلمات الطفلة "رزان" التي ألقت خطابا في حفل ارامكو للأيتام بمناسبة يوم اليتيم العالمي، (وأرامكو تعملقتْ بهذا الحدث على أن الموضوع َبالكامل أتركه لمقال الغد إن شاء الله) وكان منهِّضا لأعمق العواطف بعباراته المسكوبة من حوض المحبة.. وأقتطع من مقال العلمي هذه العبارات: "رسالة رزان صرخة تدعو إلى فتح الباب أمام اليتامى للتفاعل مع أقرانهم والاتصال بهم والتواصل معهم ليتمكنوا من شق طريقهم في هذه الحياة معتمدين على أنفسهم وواثقين بقدراتهم. نريد من وزارة الشؤون الاجتماعية ومن القطاع الخاص رعاية المزيد من البرامج والأنشطة مع الأيتام، بل إشراك الأيتام في هذه الفعاليات لكسر طوق العزلة حولهم والقضاء على الحواجز النفسية التي قد تقف في طريقهم عندما يدخلون مجالات الحياة المختلفة. تختم رزان رسالتها فتقول: ".. ربما لا تشعر بقيمة الأم، ولا تقدرها، ولكن لا تنس أنها سبب وجودك في هذه الحياة وأن هناك الكثير محرومون من هذه النعمة العظيمة. أمي قد تشعرين بأنك شخص في هذا العالم بينما شخص يشعر بأنك العالم بأسره". وأقولُ للابنة رزان: "نشكرك، لقد أذبتِ قلبَ عمو عبد الله العلمي، فسالت مشاعرُهُ على الورق!"
كتاب الجمعة: كتاب لذيذٌ وغريب حقا، ويفتح أمامك غرائب اللغة ومعاني الكلمات وطرافتها في اللغات العالمية، الكتاب عنوانه" معنى تنجو The meaning of Tingo" ومؤلفه "آدم دي بويند"، وله ولع غريب باللغات ومقارنة الألفاظ، ولما عكف على تتبع ذلك بالمراجع والقواميس والمكتبات العامة، واستنطاق الناس من مختلف الأجناس، وجد عجبا.. وتعجبنا معه. مثلا هناك كلمة فارسية نسيها حتى الناطقون بها هي "ناخور" Nakhur وتعني: الناقة التي لا تدر الحليب حتى تتم دغدغة مناخيرها. أما كلمة زخبرلر Zechpreller الألمانية، فتعني: الشخص الذي يأكل في مطعم ثم يخرج بدون أن يدفع الفاتورة. أما نكو- نكو الإندونيسية فتعني: الشخص الذي يحمل أفكارا إبداعية تجعل الأمور أسوأ! وبانكوك العاصمة التايلندية يسميها الأهالي كرنغ ثيب، ولأن الحروف التايلندية تكتب متراصة فإن المعنى: مدينة الملائكة، المدينة العظمي لمقر بوذا الزمردي. المدينة المحصنة أندرا. عاصمة العالم الكبرى، الموهوبة بتسع جواهر نفيسة، والتي تتوافر فيها بكثرة القصور الملكية التي تصور المقر السماوي حيث بسود المتقمص.." ولها بقية! هناك مدن ثلاث في السويد والدنمارك والسويد نقيض بانكوك اسمها فقط الحرف A. وفي باب إيراده لكلمات أجنبية بنفس النطق الإنجليزي مع اختلاف رهيب للمعنى أورد أن كلمة Kill الإنجليزية تعني صديق بالعربية، وظننت أني وجدت أن الرجلَ مخطئ، ثم استدركتُ أنه يعني "خِل"، وهنا وجب أن يكتبها بالإنجليزية هكذا Khill ، أما معنى "تنجو" Tingo بلغة أهل جزيرة "إيستر": أن تقترض أغراضا من بيت جارك أو صديقك شيئا فشيئا حتى لا يبقى شيء تقترضه!". هل من "تنجو" هنا؟
ويتابع الرئيس "بوش" هفواته اللفظية التي اشتهر بها بمعدلات غير مسبوقة، حين قال موجها خطابه لملكة بريطانيا إليزابيث: إنها تعشت مع عشرة رؤساء أمريكيين، ثم حسَب أنها تبلغ 230 عاما، مؤشرا إلى أنها حضرت الاحتفال بتأسيس أمريكا في عام 1776م، ثم صحح مستدركا عام 1976م.. ونظر إلى الملكة وقال للجمهور:"إن الملكة حدجتني بنظرة أمٍّ إلى.. ولد!". صدق الرئيس، عاشت الملكة!
"مصطفى حسين" في آخر صفحة من جريدة "الأخبار" المصرية ليوم الخميس 10 أيار (مايو) الجاري، رسم سور مبنى عليه لوحة تقول: "مجلس الوزراء"، يمشي أمامه رجلان مغشياً عليهما من الضحك، واحد يقول للثاني: "بيقولوا إن الوزراء عاملين لنا وِدن من طين، ووِدن من عجين.. أصل ما فيش دقيق عشان يعملولنا وِدن من عجين!".
ومن كتاب "تنجو"، أقول لكم الآن: "أيوبوان"- وتعني بالسريلانكية: مساء الخير، صباح الخير، يوم طيب، أوقات سعيدة.