مقتطفات الجمعة 68
سنة النشر : 01/05/2009
الصحيفة : الاقتصادية
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة رقم 68 ، أرجو أن تنال رضاكم.
بس يا غزة خلاص .. عصرتِ قلوبَنا، أدمعتِ عيونـَنا .. ثم أطفأنا جهاز التلفاز، وذهبنا للنوم .. ربما، يعني، من الممكن، مع بعض الكوابيس الصغيرة، ثم اصطبحنا وصلينا وأفطرنا وذهبنا لعملنا .. وسنستعد هذا المساءَ يا غزة لنعصر قلوبنا من جديد، ونريق الماء من أبعد القنوات في عيوننا .. ثم ننام. خلاص يا غزة، بس .. لم يعد في إمكاننا عمل أكثر من ذلك. لذا عليك يا غزة كواجبٍ أمام كل شعوب الأمة العربية أن تعلمينا كيف تستمرين بالعذاب، وبالسباحةِ بالدم، وبالتضوّر ألما وجوعا وقهرا وحصارا بشرط ألا نعصر قلوبَنا، ولا نـُفرغ مجاري دموعِنا كي نرتاح هانئين ونحن نشاهد التلفاز، كي ننام بلا كوابيس صغيرة، حتى نذهب ونحن نصفـِّرُ نشوةً في الطريق لأعمالنا. بس يا غزة .. إلى متى وأنت تحاولين تنبيه هذا الضمير فينا الذي نام من زمان على وسائدِ الدمع وعصر القلب .. و.. بس!
وانظروا إلى زميلنا الكريم في الاقتصادية "إبراهيم محمد باداود" سامحه الله - يتآمر ضدنا مع غزة المحاصرة، لتنبيه ذاك الضمير المذكور الغافي، بمقالة بعنوان: "عذراً يا غزة"، دامعة، ومستفزة لنخوةٍ ما زال، مع غزة، يعتقد أن جمرات نارها كامنة في أنفسنا، فيحاولان إشعالها غضبا واحتجاجا وعملا وقفزا للمساعدة. نحن مشغولون يا غزة و يا أخي إبراهيم بمشاهدة التلفاز كي نمرن عضلات الدموع، فماذا تريدان أيضا منا أكثر من ذلك، أفلا تشكران؟ ما هو مطلوبٌ منا أكثر من الحزن الحقيقي، ومن الدمع الحار الصادق؟ صحيح أن مقالة الأستاذ باداود تفجر الدمعَ من الصخر.. ولكنه نسي شيئا مهما وهو أن الصخرَ جامدٌ لا يتحرك.. لذا، حتى لا يجرؤ علينا المحبون لغزة وفلسطين بزرع أشواك اللوم في قلوبنا، نعلن للملأ أننا شعوب سنتعلم أن نتخلص من القلوب، وسنتعلم أيضا أن نجفف كل قنواتِ الدمع، ونغير أسماءنا جميعا إلى .. صخر!
قضية الأسبوع: العمالة البنغالية: لقد تفاقم موضوعُ العمالة البنغالية، وصار اللغطُ الذي بين الناس، ثم شاع إعصارا في رسائل الإنترنت، موضوعا تتناوله الصحافة بازدياد، عن الممارساتٍ المخلةٍ التي يرتكبها نفرٌ من هذه العمالة. صار الموضوع صاخبا، ويمس العلاقات السعودية -البنغالادشية. ولكن هل نحن نظلم البنغاليين في التعميم؟ نعم، إن عممنا فنحن نفعل. كسعوديين، نحترم ونقدر الشعب البنغالي، وأنا زرتُ بنغلادش أكثر من مرة، ودرتُ مدنها ونجوعها وقراها ومزارعها، وأحببت كل لحظة، وقابلتُ ناسا رائعين من مختلف الطبقات، وواجهتُ طيبةً في التعامل. إذن المشكلة أنه ثبت أن الذين وصلونا كثيرٌ منهم من هوامش ذاك البلد المسلم، جاءوا وفيهم إجرامٌ نما من حيث أتوا.. وأساءوا لنا كثيرا، وأساءوا لبلدهم قبل ذلك. ولنقف هنا وقفة صريحة ونقول من الذي أدخل اللص خزانته؟ نحن فعلنا.. بأنظمتنا، وتسرعنا، وقراراتنا التي تكون وقتية، أو سريعة بلا قراءة للنتائج.. وعلى من أدخل اللصَّ أن يرى طريقة لإخراجه.. كي لا يبكي ما في الخزانة.. والخزانة ذاتها!
وكتب الأستاذ "محمد بن عبد الله الشريف" مقالا في موضوع العمالة البنغالية في "الاقتصادية" في 21 من الجاري، بعنوان "تصريحات قنصل بنغلادش عن عمالة بلاده بين الإثبات والنفي"، واعتنى بكل كلمة حتى لا يُفهم خطأ في مسألة تتعلق بشعبين مسلمين، وتمس العلاقات الدبلوماسية، وتجاري مسؤولا عالي المستوى من بلد مسلم شقيق.. والسيد الشريف مع كل عنايته بهذه الدقائق والمنعطفات الحادة، إلا أنه كان واضحا وصريحا وشرَّح بمشرطٍ حادٍ الأعمالَ المستهجنة التي دأبت العمالة البنغالية على ارتكابها، وبذكاءٍ وحرفنة معلِّم، لم يرفع صوتا بالاتهام، ولم يُقـِمْ دليلا من حيثياتٍ من عنده، فنزع من القنصل البنغلادشي وسيلة الاعتراض، لأنه ببراعة الاستدلال برهن صدق ما تطلقه الصحافة على العمالة البنغالية من لسان القنصل الذي صرح بالتالي:" يضطر بعض العمال إلى الهرب اعتقادا منهم أنهم سيحصلون على دخل أعلى، وبعد اصطدامهم بصعوبة الأمر يضطرون إلى القيام بأعمال غير مشروعة". لدينا مشكلة على الواقع مع هذه الفئة من العمالة.. وأصابعُ اللوم لن نوجهها إلى الحكومة البنغلادشية، فهم فعلوا خيراً لمواطنيهم بالعمل هنا. علينا أن نعيد توجيه أصابع الحل لجهتنا.. أقول الحل.. لا اللوم!
أخبار الطب: ومجلة "التايم" تختار هذا الخبر كأهم أخبار الفتوحات الطبية تحت عنوان: "الختان يمكن أن يقضي على الإيدز Circumcision Can Prevent HIV "، وكانت هناك دراسات حول الموضوع من أكثر من سنتين، وتأكد بالدليل المعملي والتطبيقي حين أجري الفحص على عدة آلاف من الرجال في عدة بلدان أفريقية ينتشر فيها مرض نقص المناعة المكتسب كالوباء.. والنتيجة بانت أن المختونين طبيا ( أي بطريقة سليمة وصحية) هم أكثر قدرة على تجنب العدوى بالمرض من غير المختونين بنسبة تجاوزت 50 في المائة، مما يعزز حرص الإسلام على الختان، وأدرجت الدراسة أن الختان لا يفيد في تجنب الإيدز في حالة الجنس المثلي بين الرجال، وهذا يثبت حكمة تحريم الشذوذ قطعيا في الإسلام.. بينما يُروَّج له في الدول الغربية كحقٍّ من الحقوق. وقد تراني متماديا إن ادعيتُ أن انتشارَ الشذوذِ كحريةٍ يدافع عنها في الغرب ستكون حجر المنجنيق الذي يدك حصنَ المجتمع المدني الغربي..
وأترككم مع ما كتبته "ليزا سالبي"أمريكية اعتنقت الإسلام في مقالة بعنوان: "خلاصي My Salvation" :" قضيت سنين أدعو أمي للمسجد كي تفهم الإسلام، وترفض كل مرة مع احترامها لرغبتي واختياري. يوما كنت داخلة المسجد ورأيت سيارة والدتي على مدخل المسجد.. سجدتُ لله حمدا. أمـّا أمي فقد ماتت.. مسلمة!