مقتطفات الجمعة 65

سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة رقم 65 ، أرجو أن تنال رضاكم.
 
قضية الأسبوع: سوأمة الريال والدولار: أي جعلهما توأما سياميا. قرأنا تحليلات عن أن فك الريال عن الدولار يضرنا، و"نون الجماعة" هذه المفروض أن تعمنا جميعا، يعني اقتصاد الأمة جمعاء، وأعيا من حاول تبرير أهمية بقاء الدولار والريال الحيلةُ لأن الناس لم يصدقوا، أو أنهم لم يقتنعوا، وهم يرون الدولارَ من منحدرٍ إلى هوة، بينما بإمكان الريال أن يحلق، وإن حلق مستقلا فهو سيتجاوز هوة الدولار طليقا بما قد يصل إلى 40 في المائة أو يزيد، وهنا نحقق على الفور طاقة شرائية إضافية بمقدار 40 في المائة لكل ريال، يعني أربعة ريالات في جيوبنا عن كل عشرة ريالات حاليا، فتكون العشرة أربعة عشر. وهذا يعني أننا نخسر الآن هذه القيمة وأكثر مقابل لا شيء. هذا ما يفهمه الناس، هذا ما يقتلعونه من جلودهم ومن قوتهم كل يوم من أجل الدولار. الآن تم الإفصاح عن مسألة الودائع الأربعمائة أو الخمسائة دولار في مصارف أمريكا، وأن أي تغيير بسعر الفرق ستكون الخسارة هائلة.. هذا صحيح, ولكن.. من قال لكم يجب أن تكون بنوك أمريكا هي فقط مصارف الأمان؟ لم لم توزع هذه الودائعُ في مصارف دولٍ متعددة؟ لمَ يُوضع البيضُ في سلةٍ واحدة؟ أين مدرسو الاقتصاد و "السياسة" الذين درسونا مبادئ الاقتصاد والسياسة، وعلمونا أن في الاقتصاد كما تتنفس الهواء عليك أن تعرف أن البيضَ لا يوضع في سلةٍ واحدة، هل نسوا أن يتنفسوا لما مسكوا المناصب الكبرى؟ ويحاسبونا الآن لأنهم وضعوا البيض في سلة البنوك الأمريكية؟ نحاسب على ما لم نفعله، ألا يحاسب من نصح بوضع كل الأموال هناك؟ أين خبراء السياسة الذين علمونا أن أول مبادئ السياسة هو الحذر من الصديق والعدو معا، فلا تسلم عنقك لأي منهما وديعة، ألا نقول إن المالَ عديل الروح، ثم نسلمها لصديق مثل أمريكا.. من قال- ذكروني- :من كانت أمريكا صديقته فإنه لا يحتاج إلى أعداء؟!!
 
طيب، فليكن أن فك الريال من الدولار (اللهم فكه فكا)، سيضر بودائع بأرقام فلكية ببنوك أمريكا؟ وأن هذا صحيح، والمنطق يثبت الآن أنه كان خطأ فها نحن ندفع النتيجة المحتومة، فهل نستمر؟ هل الحل أن نستمر بإبقاء البيض في سلة واحدة ونحن نراه يتهشم في تلك السلة؟ تلك الودائع الفلكية ألم تنخفض قيمتها الآن أمام مصارع السومو المتضخم الين؟ ألم تتضاءل أمام تعملق "اليورو" المحارب الأشقر؟ ألم تتوارى قيمتها خجلا أمام أضعف عملات الأرض؟ واسأل موظفينا السعوديين في بعثاتنا الخارجية إن أردت أن تسمع ترانيمَ مُهَج الحزانى أمام فرق الصرف عند آخر كل شهر. لا بد من عملية بتر، كما أراها، وكما يراها أي طبيب يرى انتفاخا أزرق مارجا في عضو من الأعضاء، صحيح أن ضياع عضو أو جزء من عضو فاجع الخسارة، ولكن إنقاذ ما بقي من الأعضاء مكسب وراء كل الأثمان.. أليس كذلك يا أطباء؟ أليس هذا أيضا من أول مبادئ الطب؟ فليكن هذا من الدروس التي ندفعها كما ندفع من دمنا كي نتعلم، ولكن أن نُبقي المشكلة كما هي ثم نغضب إن أشار أحدٌ لمكان الورم، فهذا الخداع الذي هو صنو خنق النفس بيدك حتى الموت وأنت تحسب فقط أنك تكتم الصوت!
 
ويبدو أن الأنباءَ السيئة بلا قاع تلك التي تأتي من السوق الأمريكي فليس في الأفق ما ينذر أن الفرجَ قريب". أزمة السوق الأمريكية في مهادها، وهي التي بدأت الثلاثاء الماضي عندما فقد مؤشر "الداو" ثلاث نقاطٍ عند نهاية فترة اليوم. فبدأ العاملُ النفسي الحتمي ( وترى على طريقة إخواننا اللبنانيين "ما في حدا أحسن من حدا"، كل المضاربين بالمال مثل أصحابنا يضربهم الروعُ النفسي عند أي تغير فوق الطبيعي.) وقام الناسُ في أمريكا وخارجها ببيع محموم لأسهمهم ويعبر عنه متعاملو السوق بـ (الرمي الجماعي) .. لماذا؟ ليس فقط بسبب الرهونات كما يدور في كلام محللينا، هذه المرة بدأ البيع بالغريزة الحمائية بعد أن أعلن معهد الإمداد الأمريكي ISM بأن سوقَ الخدمات الأمريكي انكمشت خمس درجات ("حتة واحدة"، كما سيعلق أي مصري) في يناير هذا الذي انزاح.. و.. لأول مرة منذ خمس سنوات! الآن ما الذي يعنينا من كل هذا؟ إن الذي لا يفهمه أبدا واحدٌ بسيطٌ مثلي أبدا ولو حلف أمامي كل خبراء السياسة النقدية عندنا، أن مصلحتنا بالارتباط بالدولار فوق خسائرنا الحالية، وأنا أرى الدولار يترنح من ضربة إلى أخرى ولا حتى يدافع عن نفسه، وريالنا المسكين يتلقى ذات الضربات (وأكثر بكثير) بلا ذنبٍ اقترفه؟ يقول الخبراءُ لا.. إنه لمصلحتنا. يا جماعة ناولوني مهدئ الأعصاب؟ ماذا؟ ارتفع سعرُه أربعين في المائة؟ هممم...
 
يعود الدانماركيون متعاضدين بصحفهم ويعيدون نشر الرسوم السمجة عن رسولنا الكريم؟ ماذا يريدون؟ إغضابنا؟ هل نريهم غضبنا؟ لا طبعا.. هذا إرهاب!!!
 
تربح خطوط الطيران الوليدة (العربية) ربحا خرافيا حققته الشركة في عام 2007 بنسبة 272 في المائة (تصور!) ليصل إلى 376 مليون درهم. الله يسامحك يا (السعودية) لم نكن نعلم أن صناعة الطيران من الممكن أن تحقق الأرباح، فضلا عن أرباح فوق معدل الطيران المعتاد!
 
يحتفل اللبنانيون بعيد الحب (فالنتاين) كما تقول الأخبارُ.. لكِ "يا دِلـِّي" كما يندبُ اللبنانيون.. عيد الحب 14 من الجاري، هو الذي خرج به اللبنانيون أمس يلطمون وينتحبون موت "عماد مغنية" العقل الناري في حزب الله، وهو اليوم الذي يقف فيه بقية اللبنانيين حدادا لذكرى موت الزعيم الحريري، وهو اليوم الذي يعلن أن لا عيد حب في بيروت.. بل عيد موت، وأعياد حرب..
 
في أمان الله.