مقتطفات الجمعة 50
سنة النشر : 01/05/2009
الصحيفة : الاقتصادية
ما زالت قضية حميدان التركي تتفاعل يوما بعد يوم. كتبت في هذه الجريدة مقالا على جزءين بعنوان: "خطاب إلى سفير الولايات المتحدة الأمريكية".. وكانت ردود الأفعال فوق المتوقع، ليس من أجل الكاتب أو المقال بذاته، ولكن لقوة تأثير قضية "حميدان التركي" وزوجته "سارة الخنيزان" على الناس في المملكة، وهذا سيؤثر قطعا على علاقة الناس ومفهومهم نحو أمريكا، لذا من مهمة السفير تليين الأزمات بين دولته والدولة التي يمثلها، ولا نجد مثل هذه القضية ليبرز دور السفير الأمريكي في السعودية، ودور سمو الأمير تركي الفيصل في واشنطن. أما أجمل ما حدث لي فهو أن سيارة توقفت وأنا أتريض مع صديق، لينزل فتى يافع ويقول: أمي تسلم عليك وطلبت مني أن أسألك هذا السؤال:" وشُّـولـُه هم يطلعون مساجينهم من حبوسنا وهم مذنبون، ويدخلون عيالنا حبوسهم وهم أبرياء" صحيح.. وشـُّولـُه!
وفي جريدة عكاظ، عدد الأحد في التاسع من الجاري كتب الأستاذ خالد حمد السليمان مقالا بعنوان "فاقد الشيء لا يعطيه".. وكان العنوان معبرا لما يريد أن يوصله الأستاذ السليمان لنا كلنا وبخاصة معشر الكتاب، وأختار لك هذه الجملة المنقوشة أدبا: "بعد أن انفتح العديد من العلماء على كتاب ومحرري الصحافة وهو أمر إيجابي أوجد صلة مهمة للحوار بين العلماء والإعلاميين، ولكن البعض استغل هذا الحوار المفتوح لتمرير رسائل أجندته الخاصة في الخصومة مع العلماء دون حتى الالتزام بأدب الحوار فلم تكن الغاية الحوار بقدر ما كانت الإساءة، وعروا مصداقيتهم وكشفوا تناقضاتهم وعلقوا على صدورهم عنوان "فاقد الشيء لا يعطيه!" .. ونعقب على ما قاله الأستاذ السليمان: كل المتحاورين من كل الأطراف، لابد أن يجمعوا الكثير من أدب الحوار.. حتى يعطوه!
وفي جريدة الجزيرة في التاسع من الجاري كتب الأستاذ "إبراهيم عبد الرحمن التركي" - وهو من الكتاب الذين يأخذون مِرَشـّاً أنيقا ويوشون به حروفا نابضة لتكون جملا مرهفة التعبير - مقالا بعنوان (جماعة) يطالب فيه قاطني الأحياء بأن يلاحظوا التصرفات المريبة في حيهم، ويبلغون عنها كتوثيق لحلقات السلسلة الأمنية ثم يورد قصة طريفة، يريد بها تأكيد هذه الصفة في الجيرة الأمريكية حتى وإن دلت على مفارقة مضحكة، فيورد لنا هذه الواقعة: "في الثمانينيات الميلادية داهم رجال الشرطة الأمريكيون منزل أحد أصدقائنا السعوديين؛ إذ اشتكى جار له إلى الشرطة سلوك الجار مع ابنته، واتهمه وزوجته بأنهما يعذبان الصغيرة بكي يديها في الفرن، والذي تبين أنه.. الحناء!
يوم الإثنين 10 تموز (يوليو) في جريدة الجزيرة خبرٌ بقول: "88 في المائة من السعوديات يرفضن قيادة السيارة. كشفت دراسة حديثة أجراها جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني ونشرتها مجلة الإرشاد في عددها الجديد عن رفض شبه كامل من قبل المرأة السعودية لدعاوى قيادة المرأة السيارة... هذه الدراسة الميدانية شملت 400 امرأة وفتاة من جميع الفئات والأعمار لمعرفة موقف المرأة السعودية، وقد حرص جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني، ممثلاً في مجلة الإرشاد على رصد وتحليل آراء النساء في مختلف الظروف الاجتماعية ودرجة التعليم والثقافة من خلال استبانة أعدتها نخبة من المختصين." وسؤالي: ألم يكن في الاستبانة استفسار عن قيادة الطائرات؟!
وفي جريدة (المصريون) المصرية ـ طبعا!- في العاشر من الجاري، خبرٌ عن شراء رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس وهو أثرى رجل بمصر على الإطلاق (حسب الورق!) أكبر صالة قمار في شرم الشيخ، وأنه يبذل جهدا مضاعفا في الدعاية لها. ولكن الذي جعلني "أهرش" دماغي مرارا، هو أن الرجل يدير إمبراطورية اتصالات عالمية بالمليارات من الدولارات بأرباح فلكية، ووجدت أن الهدف الموضوع من سويرس لصالة القمار أن تربح مليون جنيه سنويا.. يعني أقل من 150 ألف دولار.. وأهرش رأسي لأن وقت سويرس لا يقدر بالملاليم ولكن بالملايين.. فما السر غير الربح يا ترى؟
وخرج "زيدان" كما قالت الـ "واشنطن بوست" في الحادي عشر من الجاري وفرنسا تتجاوب ضده بالبطاقة الحمراء. على أن هذا غير صحيح كل الصحة. فقد استقبله الرئيس الفرنسي شيراك وقال إن فرنسا فخورة به. ولكن، من الجانب العميق والمزمن لن ينسى الناس النطحة الغريبة والتي كانت تنم عن رد فعل بدائي غير ذهني على الإطلاق. قد يكون المدافع الإيطالي الضخم قد أطلق عليه نعتا عنصريا، ولكنه نجح في إطفاء عقل زيدان وهو في أشد الحاجة إليه في الملعب وخارجه لأنها مباراته الأخيرة.. ونخاف أنها بطاقة حمراء قد تـُخرَج ضد الإسراع في إجراءات الإصلاح للجالية الجزائرية في أنحاء البلاد الفرنسية، وتشجيع لغضبة الفاشست واليمين. لأول مرة يخطئ زيدان تمريرة رأسية.. وكان الخطأ فادحا!
" تاي تشي Tai-Chi " هل سمعت عنها؟ ممارسة طبية صينية تاريخية لها طرقها، وطقوسها وتقاليدها، ونظمها، تطبيقاتها لأهم عناصر الحياة، الهواء. يعتقد حكماء الصين الأقدمون، والمعاصرون ومعهم الآن عشرات الآلاف من المتخصصين عبر الكرة الأرضية، أنه السر في تنظيم الطاقة البشرية، وتفعيل أعضاء البدن البشري، يكمن في تنظيم الهواء الداخل لجسد الإنسان، أي عملية التنفس، وأن تنظيم النفس عبر تمرينات متتابعة ومنظمة ومنتظمة مع كامل طقوسها عبر مختصين وممارسين يؤدي إلى رفع المناعة عند الإنسان وتعزيز مصاداته ضد الأمراض، على أن العصر الحالي أنبأنا عن تجارب مسجلة أثبتت فائدة "تاي - تشي" في المرضى الذين يتعافون من جراحة صمامات القلب، والرئة، وأثبتت النتائج أنها حسنت الذاكرة الأرشيفية لخلايا "تي" المشهورة لتفرز الأجسام المضادة عندما تغزو الفيروسات مرة ثانية.. وفوائد كثيرة لمختلف أجهزة الجسم. إنه زمن الصبن.. حتى في الصحة!
أخيرا. أعرف: لن تنسوا قضية حميدان التركي وزوجته سارة!
مع السلامة..