مقتطفات الجمعة 48
سنة النشر : 01/05/2009
الصحيفة : الاقتصادية
اختارت الرحمة الإلهية الشيخ عبد اللطيف الودعاني الدوسري، والد الزميلة الكاتبة النابهة في جريدة "اليوم" الدكتورة آمال الودعاني، إلى مقر الرحمة الخالدة. ودعاؤنا له بالرحمة والمغفرة، وثقتنا أن من علامات الرحمة وصول الحق في هذا الشهر الكريم ونحسب عند الله أن ذلك من نصاعة أعماله، ورسوخ إيمانه. وصاحب رحيله علامات أخرى من علامات التطهير السماوي، بإذن الله، لأن الفقيد العزيز وصلته المشيئة الربانية بعد معاناة من المرض، الذي هو من امتحانات المؤمن، وتنقية سجل أعمال الدنيا. وعزاؤنا ومشاركتنا أثر الفقدان لأسرة الشيخ أجمعهم، ولا نثق إلا بصبرهم وجلدهم وإيمانهم وحمدهم لفضائل المولى بأي حال.. وأن يحرصوا على الدعاء له والبر به بأعمال الخير باسمه. وأوصي نفسي وأذكركم بأن نرفع أيادينا بالتضرع، والدعاء بالغفران والرضا لوالدينا جميعا، وإنزال الراحلين منهم في مجالس الأبرار الأبدية.
رمضانية: أومن، وأثق بأن كل ما يصير لي في حياتي بخيره وضره، إنما أراد الله به مصلحتي في نهاية المطاف. وأن كل ما يحدث من خير أو ضرر لمن أحب من الناس فهو من أجل خيرهم في نهاية المطاف. وأن كل ما يمر بنا من امتحان إنما ليزيد قوتنا ومصابرتنا وتعزيز إيماننا. وأن نحمد الخالق ونشكره على الجمال والخير الذي في حياتنا، ونحمده على نقيضيهما من القبح والضر الذي يجعلنا نرى بريق الجمال والخير أكثر نصوعا، فنقدرهما ونسعى إليهما.. أسأل الله أن يكون كل منا قناة من قنوات حبه لكل من نصل إليهم.. آمين.
واحتفلت الأوساط الطبية في يوم الأحد الماضي بيوم القلب العالمي. وهي مناسبة أن نتحدث عن ذلك بهذه المقتطفات. كان هدف مؤتمر صغير حضرته حيث أنا موجود حاليا عن توعية الناس حول أمراض شرايين القلب، مثل الجلطة الدموية والسكتة القلبية، وكيفية اتقاء الإصابة بها والمعرفة للعامة بوسائل مفهومة لصيانة القلب حتى يستمر صحيحا قادرا على ضخ الدماء الصحيحة في الأوعية الصحيحة. والجميل أن الشعار الذي اتخذته منظمة الصحة العالمية لهذا العام كان:" ما عمر شباب قلبك؟". إن تخوف الدوائر الطبية والصحية من أمراض القلب لم يأت إلا لأنه قد وصل في بلدان العالم ( الثالث على الخصوص) إلى مستويات العدوى، ففي العام الماضي صرعت أمراض القلب أكثر من عشرين مليون نفس في العالم. والأسباب الرئيسة لعلل القلب هي السمنة، ومرض السكر، وضغط الدم المرتفع، واتفق الباحثون هذا العام على أن التدخين هو من أكبر العوامل التي تخذل دور القلب. إذن العلاج يخرج من بطن الأسباب: الحمية المناسبة في الأكل بزيادة الألياف، والخضراوات، والفاكهة، واللحم الأبيض وقليل من الأحمر ( مع تجنب القلي، والتسبيك، والتدخين مثل المندي والمظبي) وزيادة جرعات الحركة في الرياضة والمشي.. والمهم، الانقطاع على التدخين.
ومن المقتطف السابق نرجو من وزارة الصحة وكل الجمعيات الطبية المختصة أن تقوم بحملة مكثفة لتوعية المواطنات والمواطنين في معرفة مسببات مرض القلب وتجنبها، فقد رأيت هنا معارض تقام للتوعية في أكثر من ميدان من ميادين المدينة، وعربات مقطورة تجوب الأرياف والقرى لتقدم للناس المعلومات عن طريق الأفلام والكتيبات والمنشورات، وأطباء متدربين وممرضين وحتى طلاب كليات ومعاهد صحية، يقدمون محاضرات التوعية في المدارس والنوادي والتجمعات. إن التوعية هي أهم وسائل الصحة العامة بلا منازع.. ولكننا لا نقوم بذلك كما يجب، فتتراكم بعدئذ لدينا مشاكل التطبيب والدواء والعلاج.. لا نقول إن أحدا مقصر، ولكن نشد على أن كل جهد إضافي فهو يصب في صالح الصحة العامة، وتوفير مادي وإنساني لا يمكن حساب ربح فوائضه. متى الحملة القادمة؟
وفي مسألة الكفالة ونقل الكفالة في النظام الذي خرج من وزارة العمل الموقرة، فأنا أقدر وأحترم الجهود التي تقوم بها الوزارة, ولكن الأهم أن تكون الوزارة واعية - ولا أقول إنها معنية لأنها فعلا تعتني حسب قدرتها- بكل أطراف الحالة وبكل ظروفها. وآخذ شعارا تعلنه الوزارة على الملأ دائما، بأن العامل له الحق كامل الحق بمكانته الإنسانية، وفرصه العادلة للقيام بالعمل الذي استقدم من أجله وتحصيل أجوره، واستقامة أمور حياته. هنا نسأل، هل روعي المكفول وليس الكفيل في موضوع النظام الجديد؟ هل يضيع العامل المسكين بين رحى الظروف التي قد تعلقه بين نصوص آلية النظام، التي نشرت في الصحف، عندما تقع وتصير؟ الوزارة التي ترأف عدلا بحال العامل، وهذا التفات جميل وراق ورفيع.. هل غفلت أن أي وضع تقف فيه نقل الكفالة – على الأقل في انتقاله من عمل إلى عمل، وليس من متاجري التأشيرات إلى الأعمال، إنما يدفعه العامل من كامل حياته؟ وأنا هنا مع الوزارة لكي تعزز ما تدعو إليه محقة كل الحق في حق العامل الإنساني في استمرار الرزق بغض النظر عن ظروف وحالات لا يد له فيها ولا قرار.
كتاب الجمعة: كتاب مؤثر وصادق لامرأة مؤثرة وصادقة وعنوانه: " من فم أختي-From my sister's mouth". امرأة غربية تعتنق الإسلام، وتكتب بأسلوب يجعل كل كلمة تعانق روحك وضميرك وقلبك عن معاناة ومخاوف ورعب وإيمان ثقة وقوة امرأة اعتنقت الإسلام في وسط غربي غير مرحب، وفي ظروف تكالبت غير مرحبة، ولكنها تجد إثارة وعذوبة الإيمان في الصبر والمجالدة، وفي كل سطر تقفز أمام عواطفك هذه الثقة بالنفس الصلدة، وهذا العنفوان المعطر بشجن الوصول للنبع ( كما كتـَبَتْ)، وفخرها وكأنها تطير من الأرض وهي مكسية من رأسها إلى أخمص قدمها اقتباسا من كلماتها (Covered from head to toe) ولا تطل إلا عيناها – وهذا إهداء بالنيابة عنها لمن يناقشون مسألة الحجاب ومدى عصرنته- وهي صاحبة موهبة فذة في قيادة وتطويع الكلمات لتعبر عن أحاسيسها كأن تقول: "إن الروح هائمة مثل قفل خزنة متعدد الأرقام، حتى يستجيب عند "تكـّة Tick" معينة، وأنها عندما عثرت لى الإسلام وقعت تلك التكة في قلبها فانفتحت خزائن الطمأنينة والأنوار.." وهي في الكتاب تتبادل الحديث مع أخت لها – في الإسلام- سبقتها في الدخول للدين، وتنثر لها بأشواق ٍعاطفة ًبكتابٍ يعلقك بصفحة تلو الصفحة عن ردود الأفعال، وعن فيوض الشعور، وعن إمدادات شجاعة، وعن شعور غالب لا يتركه من وصل إليه أبدا، طمأنينة النفس وملء للروح بالجوهر. وأخذني تعبير من ناقد أدبي غربي في التلغراف لما كتب:" هذا الكتاب هو احتفال لتلك النسوة الغربيات اللاتي اخترن أن يعشن "وراء Behind" الحجاب.. بل هو احتفال للأنوثة Womanhood". أختار لك في النهاية جملة إهداء الكتاب، إنها تأخذ القلب:" إلى زوجي، الريح التي تخفق تحت جناحي".
مع السلامة..