مقتطفات الجمعة 27
سنة النشر : 01/05/2009
الصحيفة : الاقتصادية
تأملت طويلا في صفحة كاملة أفردتها "الاقتصادية" عن رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز الحفل السنوي الأول لوزارة الشؤون الاجتماعية بتاريخ الأربعاء 24 أيار (مايو) الجاري.. وكنت أضع يدي على قلبي من صفة "حفل" هذه، وأقول: وهل نحن في حاجة لمزيد من الحفلات؟ لولا أني تريثت وقرأت. فالأمير سلمان، كما نعرفه، نذر جهدا كبيرا للعمل الخيري حتى صار يتصف به. وأما الوزير الدكتور عبد المحسن العكاس فوضح أن الحفل إنما أقيم لتعزير المجهود الخيري الذي بدأ فعلا بصرف الإعانة المهمة لأسر المحتاجين وهذا عمل بازغ لا شك، فأتفاءل أن بوجود أمير الرياض الذي يضع العمل الخيري عنوانا رئيسا لأعماله، وعقلية عملية بناءة على ناصية الوزارة، وفي وقت بلغت فيه الظاهرة مستويات الأزمات الاجتماعية، فرصة سانحة كي تلتحم هذا العناصر وترسم خطا مضيئا لتاريخ العمل الخيري وحاضره ومستقبله في بلادنا.
وكتبتُ أن في تبوك كرما وجمالا وإنجازا، ولكني لم أكن أتوقع أن يكون كرما متوالدا متتابعا ومتكاثرا حتى وإن كنت قد غادرت المنطقة من أيام. فيصلني خطاب كريم من سمو الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز يشد فيه عما اعتمل في نفسه من شعور وهو يقرأ ما كتبت عن منطقته التي يحبها ويعمل بتواصل وجد من أجل أن تكون منطقتنا المضيئة في الشمال، وقد أضاءت ومازال الضياء مستمرا.. وهو ـ كرما ونبلا منه ـ يدعوني مرة أخرى أن أزور المنطقة لوقت أطول، ثم لا ينسيه تواضع الكبار أن يضيف بخط يده قبل اسمه الكريم كلمة: "أخوكم".. أترى؟ كرم فوق التوقع. ولكن.. من سيضمن أني لما أزور تبوك مرة أخرى أن أخرج منها؟!
استضافني المذيع المثقف والنابه "كمال عبد القادر" في برنامجه المعروف "حوار من الداخل" في قناة "عين". واطمئن فلن أصف لك غزواتي وفتوحاتي في ذلك البرنامج – لحسن حظك- ولكني أجدها فرصة كي أحدثك عن مذيع أراه مثاليا. ومثاليته تتصف بعناصر بادية السفور في هذا المقدِّم الموهوب، منها أنه له قدرة لطيفة على أن يترك لك الجوَّ النفسي في جو البرنامج كاملا رخيا، وكأنك تتحرك بثوبٍ فضفاضٍ فلا تضيق ولا تتحزق، ولا تتبرم، ولا تزوغ.. وعنده القدرة على رسم الإيقاع متناغما، وهذا كما تعلم يحتاج إلى طرفين ليتم ويكمل، والرجل ما يسترو في هذا الشأن.. إنه يشعر أنه حاكم وهو في داخل الاستديو، وصفة الحكام الحكماء ألا ينازعوا من في نطاقهم، لأن النطاقَ أولا وأخيرا محفوظ لهم.. ولا ينازع إلا من يعرف أنه لا يطال أن يكون سيد برنامجه فيتنازع ويتنافس من الضيق، ويمد يده لينزع كلمات ضيفه من داخل تجاويف فمه. كمال عبد القادر، ببسمته الخاطفة، وملامحه المهادنة، وحضوره الرهيف.. يستحوذ على كل تلك الصفات بمكرٍ جميل.. ويترك لك الباقي!
" يبدو أن حمى الطيور أخذت خطوة جديدة مميتة" عنوان في صفحة الصحة والعلوم في جريدة "لوس أنجيليس تايمز" في عدد 25 أيار (مايو) الجاري. والجريدة تنقل خبرا أن تطورا طالما تخوف العلماء من حدوثه قد حصل.. انتقل فيرس المرض من الإنسان إلى الإنسان. كل التجارب السابقة كانت محصورة بين الطير الإنسان عن طريق الاحتكاك المباشر، ولكن ما حدث في اندونيسيا زرع الرعب في القلوب، فقد مات ستة من عائلة واحدة بسبب مرض حمى الطيور بما يعتقد بشكل كبير أن الواحد نقله للآخر.. من الإنسان إلى الإنسان. وهذا مفصل تطوري لا ينبئ عن نظرة تفاؤلية كما حاولت أجهزة رسمية أن تصور ذلك، كما أن هناك إن تأكد أنهم المتوفون نقلوا المرض بينهم سقوط لحقيقة روجت في عالم الصحة بأن الفيروس ضعيف حتى قيل باستحالته البقاء في جسم الإنسان إلا بالوصول مباشرة إلى مجرى الدم.. إن تبين أنه أقوى من ذلك.. فعلينا أن نعيد النظر في مصداقية ما يذاع في الأوساط الصحية. ويعنيني من مقامي الضيق هنا، أن يراجع مسؤولو الصحة هذا الخبر ويتأكدوا ما وراءه.. وأن يخبرونا بدقة!
كتاب الجمعة: كتاب "مايكل كريشتون Michael Crichton" الجديد بترجمتي بتصرف "أوان الرعب State of fear " مرعب حقا، ومقلق أكثر.. وشديد الإمتاع من الغلاف إلى الغلاف. يقول في الرواية إأن كوارث الأرض الأخيرة ومنها تسونامي من صنع البشر.. أما البشر فلسنا نحن، وإنما من هم يعتقدون أنهم من السلالة الصافية والنقية من البشر .. البيض. لذا فالقصة تقرأها تقريرا علميا، ولك ألا تصدق لكونها مجرد رواية.. أما أنا فأعرف الكاتب ومتابع لأعماله ونظرياته، وعندما تطلع على آرائه المنشورة فهو لا يتوانى لحظة ليثبت بفم ملآن أن البيض يتآمرون على البشر الأقل درجة.. أي بقية العالم، عن طريق إدارة وتسبيب الكوارث.. وكريشتون ليس مؤلفا عاديا فهو طبيب متمكن، أشهر المسلسلات الأمريكية على الإطلاق" قسم الإسعاف E.R." شلتون هو مؤلفها، كما أنه مؤلف الحديقة الجوراسية، ورواية الطريدة Prey، و تايم لاين. كريشتون يقول إن هناك مؤامرة.. شاهدٌ من أهلها؟ هل تصدق؟.. فقط اقرأ.
هوليوود دخلت بفيلم كبير كله خيال، بني على تصور ما قام به ركاب الطائرة الرابعة التي أقلعت من مطار نيويورك متجهة إلى سان فرانسيسكو واختطفت ولم تصل لهدفها. إن فيلم "يونايتد 93" يحكي كما كتبت صحيفة "السنداي تايمز" عن الروح الوطنية والشجاعة والمآسي والخوف والرعب الذي تم داخل الطائرة وكيف يتصرف الخاطفون (قام بأدوارهم ممثلون عرب) مع الركاب، والعكس. هذا الفيلم برأيي سيلهب شعور المشاهدين ويعيد القضية ساخنة، أو ربما أسخن لأنها مفعمة ومضمخة ومضخمة بالخيال الصريح.. وببناء واقعي دقيق. يعني سنشاهد قصة مثيرة للشعور والحنق والغضب على مدى مشاهدي العالم لعشرات من الناس ماتوا كلهم.. قبل أن يرووا كلمة واحدة!
درر الكلام: فما كلُّ من تهواهُ يهواكَ قلبـُهُ ولا كلُّ من صافيتـَه لك قد صفا
مع السلامة..