مقتطفات الجمعة 23

سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
انتقل إلى الرحمة الربانية الشيخ عبد المحسن المنقور، ولقد كان رحيله محزنا لكل من عرفه في البلاد عامة، وفي المنطقة الشرقية خاصة.
 
فالراحل الكبير من الذين سجلوا أعمالا وإنجازات مضيئة في سجل تاريخ المنطقة وبالذات في أهم وأرقى الصناعات: التربية والفكر. ولقد كان في حياته محفوفا باحترام وإعجاب خاصـَيْن مع إكبار لا يخفى في قلوب أهالي المنطقة.
 
كان مدرسا صغيرا في الأحساء ولكن عملقته بدأت من هناك، ثم صار تربويا عملاقا، ثم موظفا دبلوماسيا عملاقا.. ورحل أستاذ المنطقة الأول محفوفا إن شاء الله بالمغفرة الإلهية.. وبقي سجله الناصع ..عملاقا!
 
إن ثقة الملك عبد الله التي أولاها لمجلس الشورى يجب أن تأخذ مداها المأمول بالكامل، إني أفهم الثقة كأعلى أنواع التقدير، وأفهمها أيضا بأنها سماحٌ على ورقة بيضاء حتى يبادر المجلس بما يريد، لكي تنضج تجربته ليس فقط كهيئة نامية، ولكن ضمن هذه التجربة العالمية التاريخية المتصلة والمتواصلة. والذي يشجعني على هذا التصور، هو أن العاهلَ لم يقل ذلك فقط في مجلس الشورى، ولكن أكده أمام كل الوزراء، وهي رسالة مهمة وجلية ليس فقط كي تتعاون الوزارات وتنسق مع الشورى، إنما الرسالة الأهم هي إلى مجلس الشورى نفسه ليلتقط هذه الثقة، ويستوعبها، ويفتح العوائق بقوة نفاذها.
 
وما ورد في خطاب مليكنا في مجلس الشورى بالغ الأهمية في مجمله، ولكني أقف طويلا عند تأكيده حفظه الله على محاربة الفساد والقضاء على الروتين. ويلـِحُّ علي عقلي بأن هذين العنصرين بالتحديد هما مولـِّدا معظم معاناة الناس. فمع الفساد والشرور تزدهر كل الآثام. إن إصلاح أداء المرفق الحكومي، والمؤسسات الخاصة وزيادة إنتاجية وتعظيم ثروة البلاد إنما تعتمد على سياسة معروفة وذرائعية جدا ولكننا نراها حقـّا صريحا هنا، وهي سياسة تجفيف المنابع. الفساد والروتين بركة راكدة تصدر الأمراض التي تعوق النماء.. فلنجففها.
 
إن تصريح ولي العهد الأمير سلطان: "أحب أن أؤكد لكل المنتفعين من البترول السعودي خارج المملكة أنهم في أمان ومأمن"، يتضاد مع القاعدة الانتفاعية من الظروف والقدرة على استغلال السوق. نعلم أن كبار المتنفذين في أي سوق من مصلحتهم أن يقوموا، أو يعتمدوا أو حتى يشيعوا أنباءً أو أخباراً تجعل السوقَ الحساسَ ينتفضُ مالاً في جيوبهم.. ولكن هذا التصريحُ بالذات لا ينبئ عن روحٍ تريد أن تستفيد من السوق، ولكن عن روحٍ عالمية مسؤولة تقدم الاستقرارَ الدولي على أي استغلال للقوة.. إن مدرسة ميكافيللي السياسية التي يتمنطق بها الفعل الكوني لا تؤيد الخير العالمي أبدا.. واسألوا الدولار!
 
وفي دمشق توفي عبقري قتل نفسَه تعمدا وهو يتنفس الهواءَ حيا. الشاعر والمسرحي والكاتب البائس محمد الماغوط كان قد أقام باباً غليظاً دون العالم منذ سنين قبل يومه الأخير، وجاء رحيلُ زوجته نهايةَ مأساويةً تتشابك مع عالمه الداكن لتـُنهي آخر قطرة تواصل له مع الحياة.. لما رأيناه في جائزة العويس هيكلا شبحيا رغم جسامته، وذهوله، والسيجارة خدينته الأولى.. كان هيكلا يطل على الموت. عاش عبقريا، وعاش متوحشا أحيانا، ومستوحشا في أكثر الأحايين. محمد الماغوط آخر نساك الفكر، ولن يكون آخر ضحاياه. ناسكٌ ممسوس لو اخترتُ عنوانا لحياته لما وجدت أكثر ملاءمة من عنوان أول دواوينه: "الفرح ليس مهنتي"!
 
ويكتب المهندس زكي محمد فارسي في "المدينة" عدد الأربعاء الخامس من الجاري، مقالا جميلا ومشوقا بعنوان (عفوا.. د. المصيبيح) ولقد كان غضبه عارما، ولكن مغطىًّ بأدب راقٍ في انتقادٍ للدكتور سعود المصيبيح الذي انتقد الفارسي على مقال سابق يحتج فيه على سوء وضع الموقوفين في إدارات المرور، والذي كابده شخصيا.
 
يهمني أن أقول إن الفارسي كان محقا في قوله من رؤيته، وربما كان الدكتور المصيبيح (لم أقرأ المقال) محقا من زاوية رؤيته.. ولكن قد يقول مراقبٌ لم لا يتفاهمُ الكتاب بخصوصية، متى كانوا زملاءً ومن جريدة واحدة، قبل إشهار اختلافهم علنا؟ وأقول: لو حصل ذلك لما تمتعنا بمقال صادق العاطفة، ومعلوماتي على الصريح، ومتدفق الجمال تلقائيا مثل ما كتب الفارسي. لا، ليس دعوة لنشر الاختلاف.. ولكن المتعة غلابة!
 
أخبار المصارف والمال الخاصة بالمقتطفات:
 
ـ في بريدة أنقذ شابٌ جهازَ صراف من السرقة، حين عثر على مفتاح الصراف الآلي داخل الجهاز في وضح النهار. الشابُّ الذي يدرس في الصف الأول الثانوي اتصل بالدوريات الأمنية التي أرسلت فرقة إلى الموقع لاستلام المفتاح، وتسليمه للمسؤول في البنك. مدير الدوريات الأمنية في القصيم العقيد "يحيى الهباش" كافأ الشاب. والشاب يستحق المكافأة بلا جدال، وكذلك مكافأة مني إلى الدوريات الأمنية في القصيم.
 
ـ صنعاء: خسر "متسول" أكثر من 30 ألف دولار، بعد أن أعلن أحد المصارف اليمنية الذي كان يودع فيه "عائداته" من التسول التي بلغت ستة ملايين ريال يمني إفلاسه. وترون ليس الخاسرون فقط من أخرجوا أموالهم من البنوك إلى سوق الأسهم!
 
ـ بكين: حصل شابٌ صيني لا يعرف الإنجليزية، على تعويض قدره 75 دولارا من أحد محال الملابس، بعدما تسبب "تي شيرت" كـُتب عليه باللغة الإنجليزية "هذا الكلب يعض" بإهانته. يا شباب، قبل أن ترتدوا "التي شيرت".. تعلموا الإنجليزية!
 
" غير كفؤ!" ـ آخر استبيان رأي عن بوش، نقلا عن مجلة "التايم" الأمريكية.
 
.. مع السلامة.