مقتطفات الجمعة 14

سنة النشر : 27/02/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
أهلاً بكم في مقتطفات الجمعة رقم 14 ، راجيا أن تنال رضاكم.
 
نسأل اللهَ أن يرفع عن صاحبِ السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ويكتب له الشفاءَ، ليعودَ لبلدِه الذي يفتقده، ويواصل أعمالـَه وإنجازاتـَه ويُكمِل مشاريعَه الناصحة لهذا البلدِ، ولناسهِ أجمعين.. آمين.
 
قضية الأسبوع: هل نعرف ما الذي ينتظرُ اقتصادَنا في هذه الأوقات العجاف في ضميرِ القادمِ من الأيام؟ هل هناك تقريرٌ واضحٌ عما سيحصل كنتائجٍ لضغط الأزمةِ العالمية، هل تمت قراءة الأيام المقبلة وما تحمله من مصاعب متعددةٍ ومعقدةٍ مع تأزم الوضع العالمي، وتعمّق قاعِهِ، وانغلاق دروب الحلول؟ حتى إن "أوباما" الرئيس الأمريكي يوقف كل سمعتِه الرئاسية والشخصية على الخروج من هذه المياهِ المتلاطمة التي أغرقت أعتى وأعرق الشركات والبنوك، وبقية في الطريق، ومئات البلايين التي عارك بضراوةٍ ليمرّرها في الكونجرس تحت أمل خطة اسمها "بث النشاط في الاقتصاد الأمريكي"، للبنوك، والشركات الصغيرة، ورفد صناعة السيارات في أمريكا كرمزٍ للصناعةِ القومية قبل كل شيء، وفي الطريق رغم الأزمةِ الجاثمةِ لم ينسَ أكثر من أربعين مليون أمريكي فقيرٍ وألزم الدولة ونفسَه بأن يشملهم العلاجُ الطبي التأميني عبر خطةِ ضرائبٍ جديدة.. وكل هذا مضمَّن بخطةٍ واقعيةٍ ومدروسةٍ، ثم يقول يلزمنا سنوات للخروج من الأزمة! كل ما أرجوه ألا نقع، كما تسجل وقائعُنا كل مرةٍ في فخ المفاجأة.. وهل تعرفون ماذا يخسر من يقع في الفخِّ قبل أي خسارةِ أي شيء آخر؟ سيخسر أهم أداةٍ تسعفه للخروج من الفخ.. صوابـَه!
 
ورئيسُ الحكومةِ اليابانية أولُ زائرٍ على مستواه يصل لواشنطن، ولو قرأتَ في الجرائد الأمريكية صبيحة يوم 26 الجاري، وصحفِ اليابان الناطقة بالإنجليزية، لوجدتَ أن كل المواضيع التقليدية التي حُفِرَت بكل أجندات اللقاءات بين الدولتين من أيام "ماك آرثر" فاتح اليابان بنهاية الحربِ الكونية إلى اليوم غابت لأول مرةٍ من عقود، ولم تظهر سوى أجندة متضخمة كلها حول الاقتصاد.. وإن قرأتَ فستلاحظ أن جملة: "أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم" تتكرّر مراراً، وتكراراً، أكثر من العادة.. فما الذي يحدث؟ هل هي "يالطا" اقتصادية جديدة؟ هل هي إعادة هندسة اقتصاد الكرة الأرضية لتلائم القبعة الأمريكية والكيمونو الياباني؟ هل هي اتفاقٌ، من نوعٍ ما، ضد أوروبا والصين والهند وقطع الطريق أمامهم قبل أن يركبوا في المقدمة، أو الخوف من أن يقودوا المركبة؟ الأمريكان يقولون عندما يرتابون في أمرٍ: "Somethin’ is cockin’"، أي نشم رائحة طبخة، وفي هذا الاجتماع هناك مطبخٌ بلا شك، ولكن لم نعرف بعد ما الطبخة التي سيقدمها طاهيا واشنطن وطوكيو للعالم.
 
وفي يوم الأمس 25 من الجاري يكتب زميلنا السيد "علي الشدي" مقالاً في "الاقتصادية" بعنوان "نورة الفايز، هكذا نريد المرأة السعودية"، وكانت هناك أيضا فقرةٌ أخرى تستحق عنواناً مثل: "مازن خياط، هكذا نريد الرجلَ السعودي"، فالدكتور "مازن خياط" كما قدمه السيد "الشدّي" لقرائه، نحن، طبيب حاصل على الزمالةِ الأمريكية في الأورام الليمفاوية - والزمالةُ الأمريكية هي أرقى شهادة تـمنح لأي طبيبٍ في مجال تخصُّصِه، على أن في حياة الدكتور مازن.. قصصا أخرى، هي قصص الأمل والطموح والتصميم والإيمان، لأن في القبولِ بما قدّره اللهُ يصاحبه اعتقادٌ مكين أن اللهَ سيعوضك وبمقدارٍ أكبر عمّـا فقدتَ.. فالدكتور "مازن" أصيب بحادث مروري قبل ما يقارب العقدين من الزمن، وصار حبيسَ كرسيٍّ مدولب.. ولكن عبقريته وإيمانه وصلابة طموحه تضافرت ليدفع كرسياً أكبر وأوسع شق به طريقا عالميا نحو التفوق ليصبح الطبيبَ والناجح.. حتى فاز بالثقةِ الملكية أخيراً ليصبح عضواً في مجلس الشورى.. إذن، فالآن أمام الدكتور كرسيٌ، بل كراسٍي أخرى.. تحتاج إلى الدفع!
 
ومن ملحمة نجاح الدكتور "مازن خياط" نعيد التأملَ بمجرياتِ الطبيعةِ في تكوّن الأشياء، فالماسة هي عبارةٌ عن قطعةِ فحمٍ أصبحتْ ذاتَ قيمةٍ عاليةٍ بفضل.. الضغط!
 
في أمان الله..