سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية
مقتطفات الجمعة *
* حمى الطيور حاصرت الدنيا، وحاصرتنا في منطقتنا شرقا وغربا وشمالا، وكانت ضربتها لمصر مفاجئة وقوية وموسومة بالمشاهد الحزينة، فتربية الدجاج عند الأسر المصرية ليست تجارة فقط، وإنما تقليد عاش معهم لقرون، ولا يخلو بيت ريفي في فنائه، ولا سطح عمارة في حواضر مصر وضواحيها من أقفاص الدجاج .. إن منظر الناس البسطاء وهم يرمون ويتخلصون من دواجنهم كان مؤثرا .. الذي يدفع لذلك هو الفزع العظيم.
***
*وكنت قبل أيام مشرفا على ماء الخليج وأنا أعبر جسر الملك فهد قادما من البحرين، ورأيت منظرا سورياليا ذكرني بفيلم الرعب لهتشكوك " الطيور"، فلقد حطت أسراب كثيفة من طيور تشبه النوارس ولكنها سوداء أو داكنة اللون وغطت كامل الضفة التي تقع على يميني، عشرات آلاف من الطيور غطت سطح الماء، وبقيت الضفة على يساري خالية تماما بمائها التركوازي على امتداد الأفق. مرض حمى الطيور لا يعرف الحدود. جاء عصر العولمة في كل شيء.. حتى مع الطيور!
***
* في 18 من الجاري نشرت (الوطن) تقريرا لمراسلها السيد "فهد العيلي" عن سيدة أعجبني همتها. السيدة "نعمة التركي" تسعى، كما نقل التقرير، لاستخراج أول رخصة من نوعها لإنشاء جمعية سعودية لرعاية المطلقات، ولقد وقع الخبر على قلبي وضميري كما تقع قطرات الماء الصافية على أرض تشققت عطشا. إن الذي نحتاج إليه "فعلا" لعرض الحلول لمشاكلنا الاجتماعية التي تتراكم كل يوم هو التفعيل المؤسسي المدني. أرفع تقديري ودعائي للسيدة نعمة التركي، الشجاعة، الرحيمة، الواعية .. إن من يبني المجتمعات المنيرة إنما هم مصابيح .. مثل نعمة التركي.
***
* ويكتب الدكتور صالح بن سليمان الرشيد مقالا في الملحق الاقتصادي لجريدة اليوم بعنوان "حوار مع المنتجات الدنماركية" ( وإني ألفت مصحح الجريدة برجاء ألا يصحح كلمة الدنمارك إلى الدنمارك كل ما وردت في كتاباتي.. فالاسم الأول هو الصحيح فالدنمارك تكتب بالحرف اللاتيني هكذا Denmark وهو ينطق الردود على لسان المنتجات الدانمركية، وينهي معها الحوار قائلا:".. أنا أثق تماما أن شركاتنا ستستثمر هذه الفرصة الذهبية في السيطرة الكاملة على هذا السوق، ستقترب أكثر من عملائها لتعرف احتياجاتهم وتوقعاتهم.. ستبدع في تقديم رسائل ترويجية تسهم في بناء اتجاهات جديدة وإيجابية نحو المنتج الوطني.. سنبث في مجتمعنا روحا جديدة، روح العمل والإنتاج .. وهنا تعالت أصوات المنتجات الدانمركية وصاحت: أنت تحلم يا دكتور." .. ونرد بدورنا: بل كنت في قمة يقظتك يا دكتور!
***
* أما الأستاذ علي سعد الموسى فيكتب في "الوطن" مقالا عن العملاق - حسب تعبيره – عبد الله عبد الجبار، وأنه تعرف عليه عن طريق الأديب الناقد "فائز أبا" رفع الله عنه، ويظن السيد الموسى أن لا قامة تناطح القامة النابهة لعبد الله عبد الجبار إلا قامة "حمد الجاسر" ( العملاق.. الذي سيبقى). والسيد الموسى عبَر بكلمات قليلة عن خبرة عظيمة لرجل صاغ فكر أكثر من جيلين متعاقبين. ومن أجمل ما قرأته تعبيرا عن عقلية عبد الله عبد الجبار ما رشقه قلم الموسى: "عمره قرن وعاش قرنين، قرنا كاملا معنا، وقرنا آخر قادما.. سبقنا إليه.".. ما أروع قدرة التعبير!
***
* يثبت هذا الرجل الكاريزمائي "عمرو خالد" أنه ظاهرة، وظاهرة مبهرة الإشراق. لقد قوّض آخر جبال الرمال في الادعاء بأنه مجرد تقليعة تمحوها الأيام، أو ذرة تراب على سطح تذروها الرياح.. رغم كل رقته وذوبانه الإيماني، كان جبلا من حجر صلد. وبرنامجه "صناع الحياة" ينمو وينتشر في العالم العربي وخارج العالم العربي مثل غيمة تمتد بالسماء محملة بالخيرات. ويلقى البرنامج الآن طلبات رعاية من مؤسسات مالية دولية.. نعم. أجمل ما كتب عن أهمية الداعية الجميل الفكر والقلب ما كتبته "روز اليوسف" - التي تروج لنفسها صفة اللادينية - عنوانا لغلاف أحد أعدادها بالبنط العريض:" هل تشكل عودة عمرو خالد خطرا على مصر؟".. ونجيب عن السؤال" نعم.. إذا كان غزو إنفلونزا الطيور يحمل خيرا لمصر!"
***
* ديك تشيني صيادا: يصيب رجلا ببندقية صيد.. ويخطئ بترسانته هدفا بحجم العراق!
***
* أما في "التايمز" البريطانية تقرير في 22 من الجاري بعنوان " المدَّعون العامون (في النمسا) يسعون في مدة حكم أطول بحق "إيرفنج." والمقصود هو المؤرخ البريطاني الذي شكك قبل عقدين تقريبا في كتابه (حرب هتلر Hitler's War) بوجود المحرقة اليهودية.. ومع أن ما نادى به "إيرفنح" كان قديما، ومع أنه صرح للناس بأنه عاد عن أكثر ما قاله حينها.. إلا أن حرية الرأي الأوروبية العريقة لا تعرف الغفران. رئيس الحزب النازي الجديد في بريطانيا، حسبما ورد في تقرير التايمز، احتج بكلام - رغم خلله - إلا أنه يؤيد الدليل على خرافة حرية الرأي الأوروبية حين قال:" إن كنا نستطيع أن نسخر من محمد، فكيف لا نستطيع حتى أن نناقش أعداد من مات من اليهود في الحرب العالمية الثانية؟!".. لن تجرؤ حرية الرأي في أوروبا على الإجابة!
***
* ماذا تفعل "سندرلا" الإدارة الأمريكية الآنسة "كوندي" في المنطقة؟ الإجابة: تحشد الدعمَ لمنظمة "حماس" مكافأة لها لفوزها على الطريقة الديمقراطية التي تدعو لها الإدارة الأمريكية!
***
* ويكتب الساخر أحمد رجب في صحيفة "الأخبار" القاهرية:
"لأن الحكومة طول عمرها كدابة، فالناس لا تصدقها مع أنها صادقة الآن فيما تقوله عن إنفلونزا الطيور، وكان أول اكتشاف فجر الخميس الماضي فعلا وليس من شهور كما رددت الإشاعات، كذلك لم يصب أي مواطن بإنفلونزا الطيور حتى كتابة هذه السطور، والحكومة وهي تقدم كل الحقائق للمواطنين لحظة بلحظة، تعدكم بالعودة إلى الكذب بعد زوال الظروف المؤسفة التي اضطرتها إلى الصدق!"
.. مع السلامة!