سنة النشر : 16/09/2007 الناشر : ايمان الدوسري | صحيفة اليوم
عزيزي رئيس التحرير أورد الاستاذ نجيب الزامل في مقاله «اما انا فلن ابكي» قصة ذلك الاب الذي كتب له باكيًا بعد ان انخدعت ابنته فيمن كانت تحسبه شريكًا لحياتها وهي بعد في شهر العسل اذ هو جلاد في ثياب رجل ولم تملك الا ان تهرب الى السفارة السعودية لتنقذها منه.
وليسمح لي الاب ان اوجه كلامي الى وحيدته. لن اقول لك يا عزيزتي انظري الى النصف الممتلئ من الكوب وغيرها من كلمات سئمنا ترديدها اذ لا ألم يعدل ألم الخذلان وان له والله لمرارة نحس بلذعتها حتى مع مرور الايام خاصة اذا كان ممن قدمنا لهم اغلى ما نملك وهو حبنا وثقتنا وبنينا معهم احلامنا طوبة طوبة. ولكن دعيني اقص عليك قصتين: اولهما: امينة فتاة العشرين التي أتيح لي أن اشهد بعض احداث قصتها عن كثب فقد كانت زميلتي في العمل وكان مكتبانا متجاورين ففي احد الايام ابلغتنا امينة والسعادة تنضح من وجهها بانها خطبت لشخص ثري يحمل كل ما تتمنى من مواصفات.
وطوال مدة الخطبة كانت امينة تعيش في عالم آخر غير عالمنا.. بينما كنا نحن على الارض كانت هي تحلق عاليا في السماء. حتى لم يعد للموظفات من حديث سوى عن امينة وخطيبها.. وتزوجت امينة وكان حفل زفافها من اجمل ما حضرت من حفلات. وبعد شهر العسل الذي قضته في رحلة بحرية مرت خلالها على عدد من الدول الاوروبية عادت امينة ولكن بوجه آخر غير الذي ذهبت به.
اذ فقدت ما يعادل نصف وزنها وانطفأ ذلك البريق الذي في عينيها. وبعد ان ابدينا لها اندهاشنا عزت ذلك الى امتناعها عن الطعام بسبب حيائها الشديد من الحبيب ولم نجد صعوبة في التصديق ولكن امينة اصبحت تتغيب عن العمل كثيرًا وهي التي يشهد لها الجميع بالانضباط وبعد فترة استقالت من العمل.
ويشاء الله ان التقي بها في منزلي لتخبرني بالحقيقة فامينة المسكينة انكشفت لها حقيقة زوجها الدون جوان بعد اسبوع واحد فقط من زواجها. واذ بذلك الحمل الوديع الذي طالما حكت لنا عن حبه لها وولعه بها شخص متوحش بذيء اللسان لا يتورع عن ضربها وشتمها وتحقيرها لاتفه الاسباب وعرفت حينها سبب غيابها الدائم عن المدرسة ولكن امينة لم تتخلص منه بسهولة بل عانت سنوات حتى استطاعت ان تحصل اخيرًا على طلاقها امينة اليوم لا تشتكي ولا تتذمر فقط تريد ان تؤمن حياة كريمة لوحيدتها التي تخاف ان يأتي اليوم الذي ينتزعها منها ذلك الوحش. أما أمل فهي الاخرى مازالت تعيش تحت وقع الصدمة. اذ تقدم لها رجل متزوج ووافقت عليه وقضت معه اثناء الخطوبة سنة من اجمل السنوات تحدثا كثيرًا وخرجا كثيرًا وحلمت هي كثيرًا. وبعد زواجهما اختفى العريس في اليوم الثاني ولم تشاهده بعد ذلك لتكتشف ولكن متأخرًا انه ما تزوجها إلا نكاية في زوجته الاولى التي أراد ان يثبت لها انه يستطيع ان يتزوج متى ما أراد وبمن أراد. أي لعب بالمشاعر، أي تحطيم للنفوس، أي كسر للقلوب يمارسه اشباه الرجال علينا نحن النساء.
قرأت في قصتك يا عزيزتي قصة امل وسعاد ونورة والكثير الكثير من الفتيات اللاتي عدن بعد تحليقهن في سماء الاحلام كسيرات الاجنحة مكسورات الانفس.و طالما مازلنا ننشيء رجالًا لا يحترمون مؤسسة الزواج ولا يحترمون المرأة فلن نعدم المزيد من هذه القصص.
لكن لو كنت مكانك لن أبكي.. هل تعلمين لماذا؟ لن أبكي لانك تملكين ربًّا رحيمًا لا يرضى الظلم على نفسه ولا على عباده. فاذا كان البشر يخذلون فهو سبحانه لا يخذل ابدًا من رجاه لن ابكى لان رحمة الله بك كانت ظاهرة حتى في معاناتك فبينما عاش غيرك في العذاب سنوات أنقذك الله منه بعد ايام.
لن أبكي لانك تملكين ابًا حنونًا لم يجل ان يبكي مع ابنته وان يعلن حزنه ولن يتردد في ضمك لحضنه مجددًا في وقت تنبذ فيه بعض العائلات بناتهم بعد الطلاق. ما اجمل دموع الرجال يسكبونها من أجل المرأة أمًّا وأختًا وبنتًا وزوجةً وما أجمل الرجل عندما يكون ابًا حنونًا واخًا متفهمًا وزوجًا حبيبًا.