سنة النشر : 26/04/2006 الناشر : زيد حسين الزيد | صحيفة اليوم
عزيزي رئيس التحرير قرأت مقالًا جميلًا لنجيب عبدالرحمن الزامل في عدد جريدة اليوم رقم 11764 وتاريخ 25 رجب 1426هـ عنوانه (نحو مدينة الحياة والجمال) فأقول: قلبت المواجع في الاحساء يا نجيب! لقد كتب نجيب عن معشوقته الدمام بانها ليست مدينة للحياة والجمال كما يتمناها اهلها، واقول له: اذا ماذا يقول اهل الاحساء عمومًا يشاطرونكم آلامكم وآمالكم. ببساطة لانهم يلوذون بالفرار الى الدمام والخبر مع ضيق صدورهم وما اكثره بالاحساء ولا يفر اهل الدمام الى الاحساء طوعًا والسبب بسيط ايضا لانها اسوأ حالًا من الدمام.
ويا اهل الدمام احمدوا الله فغدا يأتيكم نقل ضمن تنقل المدرسين والمدرسات وغيرهم الى الاحساء فتندمون على تذمركم من الدمام.
لقد ذكر نجيب بعض مناقب الدمام متشفعا لها لتكون افضل مما هي عليه عروس الخليج وله الحق. اما عن مناقب الاحساء فاحذفوا التاريخ ان شئتم، فلن اتحدث كثيرًا عن تاريخ الاحساء ومركزها العالمي في الماضي بالنسبة للمدن الاخرى.
هل تعلمون انها كانت الخيار الاخر مع المدينة المنورة لهجرة الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم، الاحساء، المنطقة الشرقية كلها من الخفجي الى الربع الخالي مع مملكة البحرين. لكن اشجار النخيل وتمر الخلاص افضل تمر حسب التصنيف العالمي، وما في سلتها من الثمار المتميزة لاتزال شاهدة.
الاحساء الارض الطيبة على سطحها انهار الماء وفي بطنها انهار الذهب الاسود وقد شهد لها بذلك الى جانب الحقول الاخرى حقل الغوار اكبر حقل للبترول في العالم ويشفع لها الربع الخالي المليء بالكنوز، الحوية وحرض والعثمانية وشدقم واكبر معامل البترول والغاز في العالم.
الاحساء المرتبة المتقدمة بعد درع المملكة الغالية الرياض الحبيبة من حيث المساحة والسكان وربع سكان المدن الاخرى في المنطقة الشرقية من الاحساء. واكثر من ربع اهل الاحساء يتركون اسرهم يوميا ليعملوا في المدن والمحافظات الاخرى.
الاحساء اقتصاد مملكتنا الغالية في الماضي والحاضر. والله يا اخي نجيب ان القلب موجوع لما يراه من مناظر مؤلمة تطغى كثيرا على الاشياء الجميلة. نعم هبطت علينا الثروة فجأة فلم تبخل الدولة على الجميع بل انفقت بسخاء الى درجة توزيع صناديق واكياس القمامة على البيوت والاغذية والملابس الرياضية واجر مخرج المسرحيات المدرسية على المدارس. قل ما شئت لم نحسن ادارة تلك الثروة او جاءت فجأة فلم نكن مستعدين لها الى اخر الكلام. مررنا على طفرة السبعينات وبداية الثمانينات مع توسع سيئ في البناء ونسيان لقلب المدن الذي يزداد سلبية كل يوم. انظروا الى مركزي مدينتي الهفوف والمبرز، بيوت ودكاكين بل واحياء من الطين مهدمة هنا وهناك وخرائب هنا وهناك ومع الاعلانات التي تطالعنا بها الصحف عن حجم المخططات الجديدة اعتقد انه خلال الطفرة الحالية سوف يحدث نفس الشيء، توسع سيئ خارج المدينة واتساع رقعة سلبية داخلها بل ان هناك احياء في الهفوف والمبرز والقرى من الطفرة الماضية لم يصلها بعد الصرف الصحي.
بلدية الاحساء الجديدة مثال واضح للتوسع غير الموفق خارج المدينة لقد غطتها الرمال قبل ان ينتقل جهازها اليها لانها بنيت في العراء وستبقى كذلك ردحا من الزمان الله به اعلم. وهناك في وسط الهفوف احياء من الطين وشبه مهجورة كان الافضل والارحم والاجمل والافيد ان يكون مكانها معلما جميلا اسمه بلدية الاحساء، والخير كثير والله يديم عز القيادة.
وفي مراكز المدن العالمية الغنية وليس خارجها توجد المباني الحكومية والشركات والبنوك والمتاجر والمراكز العلمية والثقافية والفنية والاجتماعية والمكتبات ومراكز التسوق والترفيه و الحدائق والميادين والنوافير والشلالات والمعالم والاثار الجميلة فيراها الناس فينبض قلبهم متدفقا منه الابتهاج والفرح والسرور ومبعدا عنها الهم والغم والانزواء في البيوت والتشدد والتطرف والغلو اعاذنا الله من هذه الشرور وهل تحيا المدينة ويخرج النور والضياء والابتسامة والفرح من جنباتها وينعكس على من يأوي اليها وقلبها يتفتت. وما الذي يمكن ان يفعله الانسان في الاحساء لكي يرفه عن نفسه واولاده اذا ارهقه العمل ومل من البيت، فلا كورنيش الدمام ولا كورنيش الخبر لا الواجهة البحرية ولا شاطىء نصف القمر. لا راشد لا مرينا لا ظهران ولا جيان مساكين اهل الاحساء، حتى اماكن الترفيه لذوي الدخل المحدود لا تتوافر لديهم، ينطبق عليهم مثل اهل عين عذاري في البحرين تسقي البعيد ولا تسقي القريب والجميل في الاحساء طيبة اهلها وارضها؟ نصف الجامعة ام كلية البنات بجانب كلية الشريعة والاسعاف ومبانيها الخربة؟ مباني مدارس بناتي الصغار والمستوصف الذي نتردد عليه المستأجرة ام نادي الفتح بالمبرز الذي لازال صندقة بجانب المنشآت الجديدة غير المؤققة وغير المجهزة والمتوقف امر استلامها بسبب السور الذي لم يتم بناؤه تصور بيتك الجديد من دون تجهيز ولا تأثيث وداخل سورك القديم المتهدم لو كنت خارج المملكة ولم ار الاحساء من قبل مع مع قرأت وسمعت عن الاموال الطائلة التي انفقتها الدولة عليها لقلت ان المدينة مبنية بلبنة من فضة ولبنة من ذهب ومرصوفة بالزمرد والياقوت. زيد حسين الزيد - الاحساء