سنة النشر : 03/02/2010 الناشر : د.مبارك الخالدي | صحيفة اليوم
لا رأي ولا حكمة ولا موعظة حسنة في الكلام، الذي أملأ به اليوم هذه المساحة من صفحة (الرأي) .. كل ما في الأمر أنه اجتاحني توق شديد للكتابة في هذه الصفحة، فوجدت (واسطة) كريمة في الزميل المشرف عليها .. فلا تتوقعوا ماسيكون مختلفًا وجديدًا ومفيدًا. فما ستقرأون بعد هذه الاستهلالية ليس سوى أسطورة من أساطير الأولين رغبت في أن تشاركوني متعة قراءتها.
تقول الأسطورة، وهي إغريقية، وما أكثر أساطير الإغريق، إن إله البحر (بوسايدن) طلب من (مينوس) ملك كريت أن يذبح ثورًا كان يملكه أضحية له (بوسايدن).. رفض الملك، فغضب الإله من مينوس، وانتقم منه بأن جعل زوجته تقع في حب الثور، فنامت معه، لتنجب الرجل الثور ((Minotaur .. ولكي يبعد الرجل الثور عن الناس، أمر مينوس المعماري ديدالوس بأن ينشىء للرجل الثور منزلًا، عبارة عن متاهة من الممرات الملتوية يقيم فيها ولا يستطيع الخروج منها. ألزم ملك كريت أهل أثينا بأن يقدّموا للرجل الثور القرابين من الشباب والشابات.. واستمر الأثينيون في تقديم القرابين البشرية للرجل الثور الى أن تطوع الشاب ثيسيوس في أحد الايام للانضمام إلى دفعة جديدة من الأضحيات لكي يخلّص أثينا من الرجل الثور. عندما وصل ثيسيوس الى كريت التقى بأريادني ابنة الملك مينوس، فوقعت في غرامه على الفور، وعرضت عليه أن تساعده في التخلص من الرجل الثور إن قبل بأن تهرب معه الى أثينا ويتزوجها هناك.. وافق ثيسيوس وأقسم بأن يفعل ذلك. لجأت أريادني الى ديدالوس منشىء المتاهة ليرشدها إلى كيفية الخروج منها، فنصحها بأن تأخذ لفة (كرة) خيط، وتربط طرفه بمدخل المتاهة لكي لا تضل. أعطت أريادني ثيسيوس لفة/كرة الخيط، الذي اصبح يعرف، فيما بعد، بخيط أريادني .. ربط ثيسيوس طرف الخيط بمدخل المتاهة، وتوغل في ممراتها الى أن التقى بالرجل الثور فقتله، وخرج منها بتتبع «خيط أريادني».
سأتقمص شخصية المعماري ديدالوس وأقول إن أهل الدمام /الدمّاميّون (the Dammamers) في حاجة الى كميات كبيرة من لفّات هائلة من «خيط أريادني»، مما سيجعل «الخيوط الأريادنية» بضاعة رائجة في السوق المحلي وربما في السوق الخليجي الذي لا يتردد في (الفزعة) .. فكلما همّ أحد الدمّاميّين بالخروج من منزله الى العمل أو إلى أي وجهة أخرى ربط طرف الخيط ببابه وانطلق والجا المتاهة؛ فالدمام بتحويلاتها الملتوية والمتعرجة نتيجة إغلاق الكثير من شوارعها متاهة كبيرة يضل السائر فيها، حتى وإن كان ممن بالنجم يهتدون في ليالي الصحاري غير المقمرة.
أعتقد أننا بحاجة الى «خيط أريادني» أكثر من غيره .. كان الزميل نجيب الزامل يفيض بالتفاؤل عندما اقترح على معالي أمين حاضرة الدمام أن يستعين في حل المشكلة بخبراء من الشباب اقتداء بالرئيس الأمريكي «روزفلت» فيما أصبح يعرف بـ»مجلس المطبخ».. «أنت متفائل جدًّا يا نجيب»، همست وأنا أراه لا يكتفي بمطالبة معالي الأمين، بل يشمل بمطالبته كل مسئول عام. أتمنى لو استطيع مشاركة الزميل/ الزامل في تفاؤله ومطالبته، لكنني لا أرى أننا وصلنا الى مرحلة تدشين مجالس المطبخ أو غيرها.. يكفينا «خيط أريادني» الآن، بالإضافة إلى أننا، وباستخدام الخيط، سنمنح مدينتنا الدمام اسمًا أو أسماء جديدة تميّزها عن المدن الأخرى: مدينة الخيوط، مدينة الخيوط المتقاطعة، أو متاهة الخيوط.. أفضل الاسم الأخير لأنه يحيل إلى علاقة مدينتنا بالأسطورة. وما يحدث في الدمام لا يحدث إلاّ في الأساطير.. وأعتقد أنه ما يفل أسطورة إلاّ اسطورة! هل تتفق معي أيها الزميل النبيل؟ هل تتفقون معي أيها الكرام؟ نهاية مفتوحة !!