سنة النشر : 15/04/2016 الناشر : وليد السليم | صحيفة اليوم
(أستغرب من الذين يستنقصون قدراتنا وينحرجون كونهم منا، مع أننا شعب بعقول مبدعة وإنجازات مميزة وشباب يفلقون الصخر ذكاء.. أحياناً أخاف منا علينا!) كانت تلك تغريدة لأستاذنا الكاتب الكبير نجيب الزامل غرد بها في حسابه التويتري في الخامس من أبريل 2016 .
وبالتأكيد فإنني أشاركك بعض الخوف - أستاذنا القدير- من أولئك الذين يقفون حجرعثرة أمام كل إبداع ويضعون ألف عائق أمام أي إنجاز، ولكنني في ذات الوقت وبدلائل لا تقبل الشك أميل إلى أن تأثير أولئك المستنقصين أقل من أن يوقف نجاحات شبابنا الطامحين للمعالي الصاعدين للقمم المنجزين في كل مكان ومحفل.ولا أدري حقيقة ما هو الباعث لأولئك المتشائمين الذين يستنقصون قدراتنا ويضيفون على ذلك الاستنقاص البغيض كمية كثيفة من الحرج كونهم ينتمون إلينا وإلى مجتمعنا.
وفي المقابل، كم يعجبني حد الذهول ذلك التفاؤل المفعم بالإيجابية الذي يضخه أبو يوسف في كل حركاته وسكناته في حروفه ومحاضراته وفي أفكاره وكلماته وفي حضوره ومشاركاته حتى لكأني أشعر أنه يتمنى أن يطول اليوم وتزداد ساعاته كي يقدم لمجتمعه ما يرنو ويطمح إليه من الحب والخير.
إنني مؤمن بشكل يقيني أن شبابنا يملكون طاقات وإبداعات لا تقل عن نظرائهم في أكبر الدول تقدماً إن لم يفوقوهم، ولا أدل على ذلك من الإنجازات العلمية التي تنهال شهريًّا وسنويًّا وتتناقلها الأنباء المحلية والدولية بكل احتفاء وتقدير.
شبابنا اليافعون ومن الجنسين هم أملنا وأمل الغد المشرق بإذن الله يخطون بخطى ثابتة يجتازون العقبات ويتخطون العوائق ويثبتون بالعلم والعمل في كل مركز بحثي عالمي أو محفل علمي دولي أنهم الرقم الصعب في زمن لا يعترف إلا بالمبدعين النابغين. لقد وقفت وشاهدت خلال عملي في الميدان التربوي الذي يزيد على عقدين من الزمان الكثير من طلابنا أطفالا ومراهقين وشباب ينيرون الآفاق تميزًا وضياءً وعلمًا وخلقًا وعطاءً، ولا تسل عن المخزون الاستراتيجي من السعادة والتفاؤل والأمل الذي أخرج به عندما أرى هؤلاء الأبناء يشع من وجوههم الطموح ويضيء في أعينهم الذكاء والنبوغ فأطمئن أن مجتمعنا ووطننا سيواصل -إن شاء الله- رحلة العطاء والنماء بسواعد أمينة وطاقات لا تحدها حدود الزمان والمكان.
أستاذنا النجيب: وكون أولئك المخذلين يحرجون كونهم منا فهم - قطعًا - أقل من أن يفتوا في عضد شبابنا الرائعين أو أن يوقفوا إرادتهم المترعة بالتصميم للوصول إلى أعلى المراتب العلمية وأرقى المواقع العملية.
إنني أشبه أولئك المثبطين بحاجز من القش لا يصمد ولا جزء من الثانية أمام سيل هادر إلا أن التوجس من وجود هؤلاء مهما قل عددهم وتأثيرهم أمر جد مهم وهو توجس مبرر إذ لا يخفى أن الهدم في مستوى الآلة والطريقة والزمن أسهل وأسرع وأيسر من التشييد والبناء. ولا شك أنه من المتعين مع وجود هذه الأصوات النشاز أن يقابلها ومن الجميع أصوات تحتفي بأبنائنا وتدعم إنجازاتهم وتبرز ابتكاراتهم وإبداعاتهم، وبهذه الطريقة ستضيع الأصوات النشاز وتتلاشى أمام الأصوات الجميلة وسترتبك المواقف الشاذة وتضطرب أمام المواقف الإيجابية الحازمة. وستبقى- بحول الله وقدرته- راية وطننا الأبي عالية خفاقة بسواعد أبنائنا المخلصين المبدعين ولو كره المخذلون.