هجوم الكُتاب الأشرار على التجار الأبرار !

سنة النشر : 25/11/2013 الناشر : عبد الله آل ملحم | صحيفة اليوم

 
لم أكن قط مغرمًا بالسجع لكني آثرت العنوان أعلاه لأصف تموضع الزميل نجيب الزامل في اللقاء الذي جمع كتاب ومحرري جريدة اليوم بوزير التجارة د. توفيق الربيعة، حيث وقف الأستاذ الزامل قريبًا من التجار مدافعًا عنهم، بعيدًا عن الكتاب مهاجمًا لهم، في مداخلة أشبه بقصيدة هجاء لفئة لم يسمها من كتاب الرأي الذين وصفهم بكتاب:»مقالات شَعبوية تحرض بمقت وحقد على رجال أعمال البلاد - مضيفًا أن - هؤلاء الكتاب لا تسعفهم عقولهم أن الحياة قائمة على الاقتصاد، ولا ضمائر حية لديهم تجعلهم يدركون أنهم يحفرون صدعًا جديدًا وعميقًا في جدار وحدة البلاد، وهم أيضًا يحلمون بالرد عليهم، لذا الرد عليهم من أكبر الأخطاء، فهذا سيعزز نهمهم للشهرة» ولم يفته وهو يخاطب الوزير الربيعة أن يحدد مستوى خطورتهم على الوطن واقتصاده بقوله: إنهم يشكلون «ظاهرة خطيرة توازي خطورة الطرح الذي يستدعي عوامل الفرقة ومهددات الوحدة الوطنية، مثل: الإقليمية، والطائفية، والقبلية»! وهو ما يعني أن الزميل العزيز يود لو مُنح رجال الأعمال حصانة تجعل نقدهم خطًا أحمر لا يُسمح بالكتابة فيه، مثلما لا يُسمح بالكتابة في أي موضوع يهدد وحدة الوطن، كالإقليمية، والطائفية، والقبلية، هذا مضمر خطابه الذي جاء ألم يأتك نبأ مدارس البنين والبنات الحديثة التي خرت أسقفها كما لو كانت غرف صفيح، وهي من تنفيذ رجال الأعمال الذين تدافع عنهم، ألم ترَ صور الانهيارات والشلل ينتاب المرافق والجسور والأنفاق التي أودت بأرواح الكثيرين، وهي من تنفيذ رجال الأعمال الذين تدافع عنهمفي ظل تصدي وزارة التجارة السعودية بقوة وحزم للتجاوزات التي يمارسها بعض رجال الأعمال على المستهلك المغلوب على أمره، وعمليًا لأول مرة في تاريخ هذه الوزارة التي يقودها الدكتور الربيعة بكفاءة واقتدار يتم تصفية مساهمات عقارية متعثرة من عشرات السنين، بسبب رجال أعمال من الذين دافع عنهم الزميل الزامل، لأول مرة يرى ويسمع المستهلك في بلادنا نداءات وزارة التجارة لمراجعة وكالات السيارات المُلزمة بإصلاح العيوب المصنعية في سياراتها بالمجان، ورغمًا عن ملاكها الذين دافع عنهم الزميل الزامل، لأول مرة يشاهد المستهلك غرامات تُفرض، وإغلاقات لكبريات الشركات، وليس فقط على صغار المستثمرين، الذين كانوا وحدهم الخاضعين للمحاسبة، بعيداً عن كبار رجال الأعمال الذين دافع عنهم الزميل الزامل!. ألم يأتك يا زميلي نبأ شوارعنا الجديدة التي تفتتح مثقلة بالعيوب، وهي من تنفيذ شركات رجال الأعمال الذين تدافع عنهم، ألم يأتك نبأ مدارس البنين والبنات الحديثة التي خرت أسقفها كما لو كانت غرف صفيح، وهي من تنفيذ رجال الأعمال الذين تدافع عنهم، ألم تر صور الانهيارات والشلل ينتاب المرافق والجسور والأنفاق التي أودت بأرواح الكثيرين، وهي من تنفيذ رجال الأعمال الذين تدافع عنهم، ألم يأتك نبأ البُنى التحتية السيئة التي أغرقت الأحياء ببركات رجال الأعمال الذين تدافع عنهم، وماذا عن أولئك الذين تنفذ شركاتهم مشاريع السفلتة والجسور في البحرين وقطر بسرعة وجودة وإتقان لا نراه في شوارعنا، ماذا عن رجال الأعمال الذين يمتلكون وكالات تجارية لماركات عالمية في دول الخليج، وعندما نشتري منهم - هناك - يبخسون الريال السعودي قيمته في سعر الصرف بما لا يفعله تجار تلك الدول، ألم تعلم يا عزيزي أن بعض سكان المنطقة الشرقية يُضطرون للذهاب إلى البحرين لشراء قطع غيار سياراتهم التي تباع عندنا بأسعار أغلى، رغم أن الوكيل السعودي يبيع ويكسب أضعاف نظرائه في دول الخليج، ومع ذلك فنحن الأغلى في أسعار قطع الغيار، وفي أجور الصيانة الباهظة الثمن! «التجار هم الفجار إلا من بر وصدق» كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم في وصف التجار، ووصفهم بالفجور وصفًا عامًّا، والاستثناء للأقل في اللغة العربية، وليس للأكثر كما حاولت أن تضفي الطهورية على الكثير منهم، التجار هم الفجار إذا كذبوا وغشوا، وهم الأبرار إذا بروا وصدقوا، وتجارنا فيهم خير كثير، ولكن الأكثر من الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في كلمة حق أريد بها الحق لأجل الحق عز وجل .