تعرفت على الأخ نجيب الزامل منذ سنوات، من خلال بعض الأعمال الاجتماعية والتطوعية، وكنت قد سمعت عن نشاطاته قبل ذلك، فقد كان نجمًا ساطعًا في هذا المجال.

وعندما التقيته فوجئت بشخصية بسيطة مرحة، مليئة بالطاقة الإيجابية، ذات همة عالية، وأسلوب سلس بسيط ينفذ إلى القلوب والعقول، ويشحذ الهمم نحو الأفضل، ورأيت فيه جانبًا خاصًا من المحبة الصادقة للوطن بمعناها العميق، والرغبة الأكيدة في السير به إلى الأرقى، من خلال الأفكار المتجددة، وأخلاق لا تعرف العنصرية، يجتمع عليها مختلف أطياف المجتمع، ومختلف المناطق، فكان الجميع يتفقون عليه.

وكان كل من رآه يتمنى أن يكون عندنا مئة نجيب في الوطن، فقد تعلمت منه الصراحة مع النفس، وألا يخجل الإنسان من التجارب التي خاضها، بل يتعلم منها، ويجعل منها خطوة تأخذه إلى ما هو أحسن، وأن الطبيعة البشرية يكون التعليم فيها تراكميًّا ومتنوعًا، ومتعدد التجارب، وإن اختلفت طبائعها، فهو ثراء وإثراء.

فأشهد الله إني أحببته في الله، وكنت أستمتع بجميع لقاءاته فكريا ونفسيا، وأعلم كم عانى من التحديات الصحية في السنوات الأخيرة، وكيف كان يتلقاها بسعادة وروح مرحة وجلد.

فأسأل الله له واسع الرحمة والمغفرة، وأن يتغمَّده في واسع جناته، وأن يخلف أهله وذويه ومحبيه فيه خيرًا، ويخرج منهم أمثال هذا الشخص المميز المشع بالطاقة والخيرية.

رحمك الله أبا يوسف وطيب ثراك.

مشاركة