سنة النشر : 29/01/2014 الناشر : بدر بن أحمد كريِّم | صحيفة عكاظ
تحية وسلاما وبعد:
اعذرنـي إذا قلت: قررت مقاطعة مقالتك، ولئن خسرت أطروحاتك الموفقة، وتركيبها، وتوجهاتـها، وعلاقات أطرافها ببعض، فسيكسبها آخرون.
وسبب المقاطعة أن قراء اليوم ــ وصديقكم هذا واحد منهم ــ لا وقت عندهم لقراءة مقالة تستقطع وقتًا طويلًا، وأنت خير من يعلم أن الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والصحف الإلكترونية، وبعض المحطات الفضائية تسعى لاجتذاب القراء بتركيزها الشديد «على وظيفة الترفيه الـهابط، على حساب وظيفة نقل الواقع، وفهمه، وتحليله، ونقده» ولا يعني هذا أنني أطالبك بالوظيفة نفسها، فأنت ــ والحق يقال ــ واحد من المثقفين السعوديين المرموقين، أسلوبـك سهل ممتنع، ولكن آليتك إلـى التواصل معي تكلفني كثيرًا.
كشفت بعض الدراسات الإعلامية، عن أن نسبة كبيرة من قراء الصحف المطبوعة يفضلون المقالة القصيرة، وكذلك الأمر بالنسبة لبرامج الرائي (التلفاز ) والإذاعة المسموعة، حيث أثبتت بعض الدراسات أن المشاهدين والمستمعين يفضلون البرامج القصيرة (5 ــ 10 دقائق).
أدعوك يا أخي «نجيب» وكـل الكتاب والكاتبات (السعوديين والسعوديات) إلـى استبعاد التطويل فيما يكتبون من مقالات، في الصحف اليومية المطبوعة، وأرى الاختصار، كما أرى أن تحديد عدد الكلمات هو ــ في حد ذاته ــ جهـد كتابـي مميز، وعنصر جذب القراء العاديين والنخب، وله أبعاد وظيفية لغوية وأدائية، وإن الكتاب الذين يسعون من وراء كتابـاتـهم، إلـى التواصل مع الناس، ينبغي أن يتجاوزوا مشكلة فجوة عدد الكلمات، لما لـها من آثار سلبية تتراكم على مستوى كثافة المعلومات وانتشارها، وأقترح على الصحف السعودية المطبوعة، استطلاع رأي عينة عشوائية من قرائـها، فقد يرفضون دعوتـي أو يؤيدونـها، فيكونون هـم الـحكم، ولا شك أن البحث عن الأفضل فائض يضمن للكتاب والكاتبات، علاقات تواصل مستمرة مع القـراء.
badr8440@yahoo.com