نجيب الزامل ودعنا بالسلام وأوصانا بالحب
سنة النشر : 12/01/2020
الناشر : عبدالله بن أحمد النعيم | صحيفة أصداء الخليج
…
هل تعجبتم من هذه المحبة التي اتفق عليها الناس بعد رحيله !!
إن نجيب الزامل إنسان حمل معنى الإنسانية بكل أبعادها، إنسان يتقدّ بالعلم والمعرفة، وتوّج هذا المعرفة بالحب والعطاء والتطوع الإنساني والتفرد النوعي في التعامل الأخلاقي مع الآخرين..
نجيب الزامل إنسان نقي.. نقيٌّ جدًا لا يخبئ أي قناع في خزانته ليرتديه أمام الآخرين، فنجيب هو نجيب أمام الشخصيات وأمام الضعفاء وأمام الكبير وأمام الصغير وأمام شاشة التلفاز وخلف الكواليس.. شخصية لا تعرف التّصنع، و وجه ينبذُ الأقنعة، لذلك أحبه الناس، إن لديه روح شفافة طيبة بريئة عفويّة رغم ما يحمله من علم وثقافة موسوعيّة..
انظروا إلى شعلة روحه من خلال مقاطعه المصورة مع الجماهير، ألم تلاحظوا أنه كثيرًا ما يضع يده الحانية على أجسادهم!! إنه ينقل بتلك اليد تيّارًا من الحب من روحه إلى أرواحهم، لم يبنِ بمكانته العلمية و وجه الاجتماعي البارز برجًا عاتيًا على الناس كما يفعل البعض عندما يرتقي لأي منصب أو مكانة..
لكم أن تتذكروا أن نجيب الزامل كثيرًا ما حملته الأسرّة البيضاء منذ طفولته وحتى ساعة رحيله، وعاش بين المرضى وأجواء المستشفيات الكفيلة بجعل الإنسان يصاب بالاكتئاب الحاد والنظرة السوداوية للحياة، إلا أن نجيب الزامل ارتدى منظارًا للحياة ملوّن العدسات بألوان زاهية مشعة بالتفاؤل والرضى وأحبّ الحياة فأحبّه ساكنيها..
رحل نجيب وكأني أرى روحه البلّورية النقية تودعنا بالسلام، وتوصينا بالحب حتى مع من يخالفنا، وتأمرنا بأن يأخذ كل منّا بيد الآخر للنجاة من كل كربات الحياة..